موقع تكند / لا زال الغموض يلف منذ قرابة أربعة أسابيع ظروف اعتقال الشاعر الموريتاني المعارض عبد الله ولد بونا، الذي سلمته مؤخرا السلطات الأمنية الإماراتية لنظيرتها الموريتانية، على خلفية ما يعتقد أنه مطالبته بإسقاط نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وانتقاده له خلال أكثر من مقطع صوتي، تم تداوله على نطاق واسع على Whatsapp.
وأثار اعتقال ولد بونا الكثير من علامات الاستفهام لدى الشارع الموريتاني، في ظل التزام السلطات الإماراتية والموريتانية، عدم تقديم أي توضيح حول ملابسات اعتقاله والتهم الموجهة له، برغم مضي 16 يوما على ترحيله من أبوظبي إلى نواكشوط.
أصوات ترتفع ضد اعتقال الشاعر..
وطالبت أسرة الشاعر السلطات الموريتانية، بالكشف عن مكانه وتمكين ذويه وموكليه من الاتصال معه، مؤكدة أن ابنها تم ترحيله إلى موريتانيا بناء على طلب من الحكومة التي استلمته في الـ21 من ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنها لم تتلق حتى الآن أية معلومة رسمية عن مكان وجوده والتهمة التي أدت لاعتقاله.
وقال منتدى المعارضة والمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، إن ما يتعرض له ولد بونا “خارج المساطر القانونية والقواعد الأخلاقية كلها، يدخل في نطاق سياسة تصفية الحسابات مع المعارضين السياسيين ومحاولة إسكات كل صوت يصدح بالحق ضد فساد النظام”.
ودون خلال الساعات الماضية عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على سجن الشاعر الذي يقيم في دولة الإمارات منذ 30 سنة، إذ لا يزال اعتقاله وتسليمه من شرطة أبوظبي للسلطات الموريتانية محل حيرة وتساؤل كبيرين.
تهرب رسمي أمام البرلمان..
وتحاشى وزير الداخلية أحمدو ولد عبد الله الرد على عدة أسئلة طرحها عليه نواب في البرلمان، تتعلق بالكشف عن مصير ولد بونا، و ذلك خلال جلسة عقدتها الجمعية الوطنية الأسبوع المنصرم.
وتحدثت بعض وسائل الإعلام المحلية الجمعة 05/01/2018، عن إنهاء الأجهزة الأمنية التحقيق مع ولد بونا، مشيرة إلى أنه تم رفع تقرير أمني مفصل عن حيثيات الملف إلى رئاسة الجمهورية، وأنه بمجرد عودة الرئيس و اطلاعه على الملف، سيتم إما السير به في طريق توجيه تهمة له، أو إيجاد تسوية ما وإخلاء سبيله.
تطورات تأتي بعيد الحديث عن لقاء جمع قبل ليال بعض أفراد المجموعة القبلية للشاعر بمسؤولين من إدارة أمن الدولة.
من هو الشاعر عبد الله ولد بونا ؟
ولد عبد الله ولد سيدي محمد ولد بونا سنة 1967 بقرية ملتقى الطرق 60 كلم جنوب مدينة بتلميت بولاية اترازة، حيث تلقى تعليمه المحظري ونال فيه الإجازة في القرآن الكريم، من الشيخ الفقيه ولد المختار فال، قبل أن يتنقل بين عدة محاظر في المنطقة.
زاول تعليمه المدرسي من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية في نواكشوط، وصنف ثمانينيات القرن الماضي كأصغر سجين سياسي بموريتانيا، بعد اعتقاله على خلفية كتابة قصائد تمجد العراق يومها، حيث اشترك الزنزانات السياسية مع نخب البعثيين، ونجح حينها في الخروج من موريتانيا أثناء حصوله على حرية مؤقتة.
واصل ولد بونا دراسته الجامعية في العراق بعد حصوله على منحة خاصة من الشهيد صدام حسين، وفضل الشاعر الموريتاني الإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أواخر عام 1987، حيث عمل بها في قطاعات عامة وخاصة عديدة، كما شغل مديرا لشركة استثمارية إماراتية خاصة، ما بين 2001 و 2005 في غرب إفريقيا.
مثل عبد الله ولد بونا موريتانيا في مهرجان المربد سنوات متتالية، واشتهر في الإمارات كأحد أعيان الجالية، وقد أحيا أماسي عديدة في مقرات اتحاد الكتاب والشعراء بالإمارات، وكانت بغداد حاضرة في قصائده حينها رغم الظروف المحيطة بالمنطقة، كما انصرف منذ منتصف التسعينات لتوظيف الكلمة في المقاصد الربانية وله ديوان رباني ونبوي معد للطباعة حاليا.
يعمل ولد بونا حاليا باحثا استراتيجيا بمركز دراسات وبحوث بإمارة دبي، وينشط بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صاحب مجموعة “الباقيات الصالحات” المخصصة لتسجيلات صوتية واسعة الانتشار في موريتانيا عبر تطبيق “واتساب”.
* الورقة لموقع تكند الإخباري