قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إن منتدى التعاون الصيني العربي مكن من بناء جسر متين للتعاون بين الصين والدول العربية، بفضل ما تبناه من مقاربة تشاركية، تعتمد مبدأ المصالح المشتركة، والمنافع المتبادلة، في إطار من الاحترام المتبادل، ومن مراعاة كل طرف خصوصية الآخر.
وأضاف في خطاب ألقاه اليوم أمام القمة العربية الصينية بالعاصمة السعودية الرياض أن قوة الترابط بين دولنا العربية والجمهورية الصينية الشعبية تنعكس في رسوخ تضامننا في المحافل الدولية، سواء تعلق الأمر بدعمنا لمبدأ الصين الواحدة، أو تعلق بدعم الصين لقضايانا العربية المحورية.
وأردف أن هذه القوة تنعكس كذلك في شراكتنا ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تفتح إمكانات كبيرة لتعميق التعاون العربي الصيني بخلق ديناميكيات اقتصادية جديدة وكذلك بتكثيف التعاون والتبادل الثنائي.
نص الخطاب:
“صاحب السمو الملكي، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان،
– صاحب الفخامة السيد شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية،
– أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي؛
– معالي السيد/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية،
– أيها السيدات والسادة،
يطيب لي بداية، أن أتوجه بخالص التهنئة إلى صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وإلى صاحب السمو الملكي، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، لاحتضان المملكة العربية السعودية الشقيقة للقمة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني، ولتحضيرها الجيد وتنسيقها المحكم، شاكرا للمملكة، قيادة وشعبا، ما لقيناه، ووفدنا المرافق، من حسن الاستقبال وكرم الضيافة العربية الأصيلة.
وأهنئ كذلك صاحب الفخامة، السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، لما يبين عنه يوما بعد آخر من حرص على تعزيز التعاون العربي الصيني وإصرار على تقوية الروابط التي تجمع الطرفين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو و المعالي،
إن الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية تجمعهما قيم مشتركة كثيرة، إذ تشتركان في نفس السعي إلى تعزيز التعاون بينهما وإلى بناء تنمية مستدامة شاملة تحقق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي لسائر الشعوب، في ظل أمن وسلام دائمين.
ويشكل انعقاد هذه القمة، الأولى على مستوى القادة، لمنتدى التعاون العربي الصيني، تكريسا لإرادتنا السياسية المشتركة في إرساء نموذج تعاوني مثمر وبناء، يكون دعامة لشراكة استراتيجية راسية الأساس، وتحولا نوعيا في المسار العام لهذا المنتدى.
لقد تمكن منتدى التعاون الصيني العربي من بناء جسر متين للتعاون بين الصين والدول العربية، بفضل ما تبناه من مقاربة تشاركية، تعتمد مبدأ المصالح المشتركة، والمنافع المتبادلة، في إطار من الاحترام المتبادل، ومن مراعاة كل طرف خصوصية الآخر.
وتنعكس قوة الترابط بين دولنا العربية والجمهورية الصينية الشعبية في رسوخ تضامننا في المحافل الدولية، سواء تعلق الأمر بدعمنا لمبدأ الصين الواحدة، أو تعلق بدعم الصين لقضايانا العربية المحورية.
كما تنعكس كذلك في شراكتنا ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تفتح إمكانات كبيرة لتعميق التعاون العربي الصيني بخلق ديناميكيات اقتصادية جديدة وكذلك بتكثيف التعاون والتبادل الثنائي.
وبهذا الخصوص، فإن التعاون الثنائي متنوع ووطيد بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الصين الشعبية، اللتين تجمعهما علاقات صداقة متينة، ظلت تتطور باطراد خدمة للمصالح الحيوية لشعبينا الصديقين، وللسلم والأمن الدوليين.
فقد واكبت جمهورية الصين الشعبية بلادَنا منذ استقلالها في مطلع ستينيات القرن الماضي، وقدمت لها الدعم السياسي والتنموي، وقد تعزز ذلك وتضاعف في السنوات الأخيرة.
وتمثل الصين اليوم الشريك التجاري الأول لموريتانيا، ويشمل التعاون الصيني الموريتاني مجالات متنوعة كالبني التحتية، والصيد، والصحة، والتعليم، وغيرها. وإنني لأثمن عاليا الدعم المنتظم الذي تقدمه الصين لبلادنا.
وفي هذا السياق، تثمن بلادي عاليًا إعلان الرئيس شي جين بينغ اليوم في خطابه أمام هذه القمة عن ‘الأعمال الثمانية المشتركة” التي تتعلق بالتنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والإبتكار، الطاقة، حوار الحضارات، تأهيل الشباب والأمن والاستقرار؛ والتي كلها تتماشى مع أولوياتنا الوطنية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،
إن صعوبة الظرف الإقليمي والدولي الراهن، بما يتزاحم فيه من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية حادة، يجعلنا نتطلع إلى أن تساهم هذه القمة، إلى جانب بقية آليات التعاون القائمة، في تعميق الحوار الاستراتيجي العربي الصيني للإسهام في رفع مختلف التحديات التي نواجهها جميعا، تقوية لرابطة المصير المشترك.
ومن أبرز تلك التحديات ضرورة ترسيخ الأمن والسلام في وطننا العربي.
وهو ما لن يتم إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما يتطلب تسريع مسارات التسوية السلمية للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، وفق المرجعيات الإقليمية والدولية المتفق عليها، ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال حالة الاضطراب الأمني لمواصلة تهديد الأمن القومي العربي.
ويمكن لمنتدى التعاون العربي الصيني أن يسهم في ذلك بنحو معتبر، كما يمكنه الإسهام في رفع التحدي البيئي عن طريق دعم الإجراءات التي يتخذها العديد من دولنا العربية في هذا الشأن، كمبادرة الشرق الأوسط الأخضر الرائدة، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكمشروع الهدروجين الأخضر الذي تعمل على إطلاقه بلادنا.
هذا علاوة على الدور الهام للمنتدى في رفع مستوى التبادلات البينية والإسهام في قدرة اقتصاداتنا العربية على خلق القيمة المضافة وتسريع النمو لتحقيق رفاه مشترك.
وإجمالا، فإن الآمال التي نعقدها على مؤتمر التعاون العربي الصيني عريضة. وإنني لعلى يقين من أن قمتنا هذه ستعزز دوره وترفع من فعاليته في بناء تنمية مستديمة وإرساء أمن وسلام دائمين للدول العربية، وللجمهورية الصينية الشعبية والعالم عموما.
أشكركم والسلام عليكم”.