ثمة أمور تدعو إلى الفخر والاعتزاز والتفاؤل بالمستقبل الواعد لهذا الوطن الغالي فها نحن نعبر نحو عام جديد بدولة أكثر قوة وتصالحا بعد اكتمال ملامح مشروع إعادة تأسيس الجمهورية على شرعية الإنجاز والتخطيط الواعي والرشيد للمستقبل والتصالح مع الماضي .
لقد كسرنا هاجس الخوف من المستقبل الذي ظلت النخب المتعاقبة على تسيير شؤون البلاد توهم الشعب أنه لا يلامس بالتخطيط ولا بتنبؤ ويجب الحظر منه ، ويبدو أن تلك النخب بنت أفكارها على قاعدة الخوف من المستقبل وعدم الاكتراث بتضحيات من دافعو عن الأرض وصانوا هويتها ،وقد جعلتنا هذه القاعدة "الغبية" ندور في فلك من الضياع اللا متناهي ، وتركنا مصير بلادنا رهينا بيد الصدف والمفاجئات .. حقا إنها لعنة تضييع الوقت والوقوف في قلب دائرة الفراغ ..!
لأول مرة نلامس الأمل ونحن نشهد رفع العلم الوطني وعزف النشيد الوطني من قلب عروس "نهر صنهاجة" مدينة كيهدي الجميلة .. وانتشينا حماسا وفخرا عندما أنشدت سليلة السلالة الذهبية العظيمة "كرمي منت سيداتي ولد آبه" من مدينة تيشيت الخالدة .. سنَحْمي حِماك، ونحن فداكِ.. ونَكْسُو رُبَاكِ بِلَوْنِ الأَمَلْ..وعــــند نـــــِداكِ نُلَــبِّي: أجَلْ .
أجل إن حق الوطن علينا أن نخطط لمستقبله ، وأن لا نتركه رهينا للصدف والمفاجئات ، لقد كان نظام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الوحيد الذي يملك رؤية لبناء الدولة من بين كل الأنظمة التي تعاقبت على السلطة في بلادنا ، ليس هذا تطبيلا ولا تزميرا ولكنها حقيقة يجب على الجميع الاعتراف بها .
لقد أوقف النظام شلال الفساد الذي ظل يرهق كاهل الدولة ومسح الطاولة من المفسدين وأبعدهم عن تسيير أموال الشعب وأطلق عجلة البناء والتشييد ، وبعد سنوات من التسيير الحكيم والرشيد يستطيع الجميع أن يلاحظ دون كبير عناء حجم التحولات الاقتصادية والتنموية التي شهدتها البلاد .
إن قائد مشروع إعادة التأسيس والمؤمنين بمشروعه كل همهم أن ينعم الوطن بالأمن والآمان .. قالها قائد إعادة التأسيس أكثر من مرة وجسدها واقعا شهد به خصومه قبل حلفائه ، وظلت قناعته راسخة في تجذير الديمقراطية وإنضاجها في وطنٍ أنهكته المراحل الانتقالية ، و كان حازما وصادقا ومخلصا لوطنه في ماضيه وحاضره ومستقبله .. تذكر الشهداء فخلد ذكراهم ، واحتضن الفقراء والمسحوقين فكان لهم ظهيرا وسندا ..وأمن البلاد بعد أن كانت بطنًا رخوةً تجوبها قوافل الإرهاب والمخدرات وجنبها ويلات الربيع العربي المدمر ، وأسس للمستقبل قواعده الصلبة لتحقيق نهضة تنموية شاملة .
يحق لجيل إعادة التأسيس أن يفخر بما حققه لموريتانيا وعليه في المقابل أن يعي ويقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، وأن يكون حماسه واندفاعه دليلا على حجم قناعته بنهج الإصلاح والتغيير.