هل بدأ العالم يشهد التغييرات الجيوستراتيجية التي تحدث عنها وزير الخارجية الموريتاني ؟!

جمعة, 19/08/2022 - 09:43

في يوم 29 يوليو الماضي غرد وزير الخارجية الموريتاني الدكتور محمد سالم ولد مرزوك قائلا ان عام 2022 سيكون عام تعديل جيوستراتيجي عميق مضيفا أنه لا أحد يستطيع توقع ما سيحدث فيه ..

 

هذه التغريدة التي اتخذها البعض مطية للنيل من الرجل  يبدو أنها واقعية جدا و على كل الصعد

 

- السياسة الدولية و الصراع على النفوذ

 

- الأمن الغذائي العالمي ( و خاصة موضوع التموين بالحبوب)

 

- الطاقة و أسعار الوقود

 

- المناخ و التغييرات الطارئة

 

 

مالي .. المثال القريب 

 

و لعل منطقتنا معنية أكثر من غيرها بتأثير هذه التغييرات نظرا لحالة الفقر التي تشهدها دول الساحل و هشاشة النظم السياسية و تواجد الجماعات المسلحة  فضلا عن  تدخل القوى الدولية

 

و ليست الجارة مالي ببعيدة فهاهم الروس يتحكمون بشأن حكامها و هاهي قوات باراخان الفرنسية تغادر الدولة الأكثر هشاشة في المنطقة  و يوم أمس شكت السلطات الانتقالية في مالي فرنسا إلى مجلس الأمن الدولي و اتهمتها بارتكاب اعمال عدوانية ضدها من قبيل التجسس و دعم جماعات جهادية  و هو تطور لافت و  غير مسبوق منذ استقلال دولة مالي عن فرنسا في سبتمبر 1960

 

 

 

عود الثقاب ..الذي اشعل الفتيل

 

و لعل  الحرب على أوكرانيا و هي في قارة تذكي الصراعات و تحول الحروب من اقليمية إلى عالمية ( الحربين الأولى و الثانية ) ، لعل الحرب في أوكرانيا هي عود الثقاب الذي أشعل الفتيل . ففي الوقت الذي لم يتعاف فيه العالم من تأثيرات جائحة كورونا التي طالت مجالات عدة باغتته حرب روسيا على أوكرانيا المدعومة من أمريكا و الدول الاوربية و لم تنته بعد و إن بدات تأثيرتها تصل الجميع بما فيهم سكان الريف الموريتاني  ابتداءا من نقص تموين بالحبوب و مشكلة الطاقة و الوقود و غير ذلك ..

 

في جانب آخر و في ظل تحالف دول الغرب ضد روسيا و موقف أمريكا من الصين بدأ تنسيق روسي صيني توجته القمة التي ضمت الرئيسين الروسي و الصيني و اللذين تحدثا بعدها عن ولادة عهدة دولي جديد

 

و خلال الشهر الماضي شهدت العاصمة طهران قمة ضمت قادة روسيا و تركيا و ايران و تم اعتبارها ردا على زيارة الرئيس الأمريكي الى الشرق الأوسط

 

الان في الوقت الذي تزداد فيه لحمة الحلفاء الغربيين ضد روسيا . تسعى موسكو الى إيجاد موطإ قدم في أماكن عديدة من العالم لا نعني الصين او ايران فهؤلاء حلفاء تقليديون و إنما افريقيا شمالها و جنوبها و غربها ..!!

 

و لكن الأهم أن عشرات الدول في العالم تحاول النأي بنفسها عن هذا الصراع وهو ما يذكرنا بمجموع ال 67 إبان الحرب الباردة و إن كان عدد الدول المحايدة الآن اكثر من ذلك .

 

 

تأثيرات فوق السياسة و الصراعات البشرية

 

 

أما ما يعقد المشهد العالمي فهو وجود التحولات المناخية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية و يشهدها بقوة خلال العام الجاري 2022 خاصة منطقة الشرق الأوسط و افريقيا بما فيها بلدنا

 

و تتعقد المشكلة حينما ينشغل العالم الغني بمشاكله و أزماته و صراعته و تحدياته المناخية عن مساعدة هذه الدول التي لا تملك أي مقدرات تخفف من الاضرار الناجمة عن الفياضات و الامراض  المصاحبة لها . و قبل ذلك كانت عاجزة امام التصحر و المجاعات !

 

بهذا و كما قال الأستاذ الجامعي الوزير ولد مرزوك في تغريدته  فانه على بلدنا الاستعداد لهذه التحولات من  خلال تحسين قدرتها على تحمل الاضطرابات المحتملة .. و لعل أحسن ما قيم به هو الحملة الزراعية التي أطلقها رئيس الجمهورية من اجل امتلاك امن غذائي قادر على الصمود و استغلال موسم الأمطار المبارك - ان شاء الله - 

 

 

 

 

 

تصفح أيضا...