شهدت مدينة كيهيدي جنوب العاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات الاحتفال المخلدة للذكرى 57 ليوم الاستقلال الوطني برفع العلم وعزف النشيد الجديدين.
وفي الاحتفالات التي حضرها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رفع العلم الجديد الذي أصبح يحمل خطين أحمرين في جانبيه واحتفظ بالهلال والنجمة باللون الأصفر اللذين يتوسطان خلفية خضراء.
كما نظم عرض عسكري تخلله أداء للنشيد الوطني الجديد الذي عزف لأول مرة وحل محل النشيد القديم.
واختارت الحكومة ذكرى يوم الاستقلال الذي يوافق 28 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام من أجل رفع العلم الجديد فوق مباني المؤسسات الحكومية، وعزف النشيد الجديد، للمرة الأولى.
واعتُمد علم موريتانيا السابق عام 1959، ويتكون من أرضية باللون الأخضر، يتوسطها هلال ونجمة خماسية باللون الأصفر.
وترمز النجمة الخماسية إلى أركان الإسلام الخمسة، في حين يرمز الهلال إلى الحياة الجديدة والسعادة والبركة والنور الأول والوقت الجديد، كما يرمز إلى فتح الإسلام كعصر جديد للبشرية. والأخضر هو لون الإسلام، والأصفر يجسدّ عظمة الصحراء.
وتتكون كلمات النشيد الوطني الجديد من 13 بيتا يقول مطلعها:
بلاد الأباة الهداة الكرام وحصن الكتاب الذي لا يضام
أيا موريتان ربيع الوئام وركن السماحة ثغر السلام
سنحمي حماك ونحن فداك ونكسو رباك بلون الأمل
وعند نداك نلبي أجل"...
بينما كانت مقدمة أبيات النشيد القديم -الذي تم اعتماده بعد الاستقلال عام 1960- تقول:
"كن للإله ناصرا وأنكر المناكرا
وكن مع الحق الذي يرضاه منك دائرا
ولا تعد نافعا سواءه أو ضائرا
واسلك سبيل المصطفى ومت عليه سائرا"...
الرموز الوطنية
وصادق البرلمان الموريتاني نهاية الشهر الماضي بـالأغلبية على كلمات النشيد الوطني الجديد رغم رفض نواب المعارضة اعتماده، وعبروا عن رفضهم المساس بالرموز الوطنية.
وقال الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ إن 28 شخصية ما بين شاعر وأديب وأكاديمي وناقد أدبي من جميع الولايات عكفت على صياغة النشيد الجديد الذي يغني للأمجاد والاعتزاز بالأرض والمقاومة والتضحية والاعتزاز بالقيم الدينية والأخلاقية، وغير ذلك من المعاني النبيلة.
ومع أن المعارضة لا تزال ترفع العلم القديم بأنشطتها، فإن وزير الداخلية أحمد ولد عبد الله حذر -في مؤتمر صحفي سابق- من أنه لن يُسمح بعد 28 من الشهر الجاري إلا برفع العلم الجديد، داعيا المعارضة إلى "الاعتراف بالأمر الواقع".
وعاشت البلاد على إيقاع جدل سياسي سببته تعديلات دستورية أُجيزت بـ استفتاء شعبي في أغسطس/آب الماضي بنسبة تجاوزت 80%، وتضمنت تغيير العلم وإنشاء مجالس جهوية وإلغاء الغرفة الثانية من البرلمان، بعد أن رفض مجلس الشيوخ اعتمادها. وقد رفضت أحزاب المعارضة الرئيسة نتائج الاستفتاء الدستوري ووصفتها بالمزورة.
المصدر : وكالات,الجزيرة