الإتحاد المغاربي..الرهانات والتحديات: محاضرة بنواكشوط تخليدا ليوم الشباب  المغاربي.

سبت, 11/06/2022 - 19:08

 

في إطار الفعاليات المخلدة ليوم الشباب المغاربي تحت شعار: "زرالدة 2..ضمان الانطلاقة المتجددة للعمل المغربي المشترك" احتضنت قاعة المحاضرات بالمعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث والثقافة تنظيم محاضرة بعنوان: "الإتحاد المغربي..الرهانات والتحديات" ألقاها الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، ورئيس منتدى الفاعلين الوطنيين حضرها العديد من مسؤولي وأطر وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، وجمع من قيادات التكوينات الشبابية بولايات نواكشوط الثلاث.
وتوزعت المحاضرة منهجيا إلى ثلاثة محاور أساسية، تناول أولها مسوغات ومقومات الإتحاد المغاربي، وتناول ثانيها نشأته وتجلياته، وركز  ثالثها على آفاقه وتحدياته.
وبين المحاضر أن تأسيس الاتحاد المغاربي لم يأتي صدفة أو اعتباطا، وإنما جاء نتيجة وعي وبصيرة وقناعة راسخة بضرورة وحتمية التكتلات الإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية  الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنلوجية، الآنية والمستقبلية، وتعزيز القدرات التفاوضية، وترقية الأطرالتعاونية مع النظيرات على مختلف المستويات الإقليمية  الدولية، في عالم يتسم بالوحشية و الأنانية المفرطة، والبراغماتية الفجة،  والظلم والغبن وعدم الإنصاف، والشطط في استخدام العنف لضمان المصالح على حساب الغير، المغاير والمختلف.
وأضاف الدكتور سيدي محمد
  ولد المصطفى ولدالجيد أنه على الرغم من مشروعية، ووجاهة، وجدوائية، ومردودية الإتحاد المغاربي بفعل تقاطع شعوبه على مستوى الهوية والخصوصية الثقافية والاجتماعية، بما في ذلك الدين( الإسلام/ المذهب المالكي) واللغة(العربية لغة رسمية والفرنسية لغة انفتاح ومعاملة) والتاريخ المشترك(تقاسم الكثير من الأحداث التاريخية والتحولات الحضارية،  بما في ذلك مقارعة المستعمر وملحمة الاستقلال وبناء الأوطان)، والتماهي على مستوى  التحديات(تحقيق التنمية الشاملة العادلة والمستديمة في إطارالحكامة الرشيدة، تطوير المنظومة التعليمية والتربيوية، التغلب على إشكالات البطالة لدى الشباب وتيسير سبل اندماجهم الاجتماعي، مجابهة مخاطر العنف والتطرف والإرهاب و المخدرات وآثار وانعكاسات التغيرات المناخية والبيئية...) والاشتراك في تطلع وحماس شعوب المنطقة في بناء صرحه، والوعي العميق بجدارته بالتمكين  من الوصول إلى بر الأمان وبلوغ مسقبل أفضل، إلا أن جملة من الإكراهات والتحديات تضافرت لتسبب تعثر هذا التكتل الإقليمي الاستراتيجي الهام، ياتي في مقدمها الخلافات البينية مابين أقطاره، خاصة الحدودية منها، والاختلاف في الرؤية الوحدوية، مابين الإندماج الفوري والمطلق والإندماج التدريجي،  والاختلاف في الرؤية فيما يتعلق بحل قضية الصحراء الغربية، وآثار ومخلفات الربيع العربي وغيره.
وخلص المحاضر إلى أن ما أقدم عليه قادة المغرب العربي في مدينة  مراكش بالمملكة المغربية  يوم الجمعة الموافق 17 فبراير 1989من توقيع للوثائق المؤسسة للإتحاد المغاربي( إعلان قيام الإتحاد،  قرار المصادقة على أعمال اللجنة المغاربية وتوصيات لجانها الفرعية، ومعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي) إيذانا بتأسيس الإتحاد المغاربي يعتبر خطوة جبارة، كما أن ماتلاه من بناء مؤسسي وتنظيمي(مجلس الرئاسة، لجنة المتابعة، اللجان الوزارية المتخصصة، الأمانة العامة، مجلس الشورى المغاربي، الهيئة القضائية، المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، الجامعة وأكادمية العلوم) يعتبر مكسبا حقيقيا ثمينا ينيغي صونه والحفاظ عليه.
وختم المحاضر بالتأكيد على الدور المحوري والبناء لموريتانيا بوصفها عضوا مؤسسا يحظي بموقع جيو استراتيجي نوعي ويضطلع بدور توفيقي حيوي لإصلاح ذات البين بين مختلف الأطراف،  وذلك مايجعل الاعتماد والتعويل عليها عظيما في الدفع نحو تعزيز صرح هذا التكتل الإقليمي الاستراتيجي الهام، مع ضرورة أن تتجه كل نخب المنطقة، من أكادميين  ومثقفين وقادة رأي ومجتمع مدني وشباب  وأحزاب سياسية وفاعلين اقتصاديين إلى التشبيك والتنسيق والتعاون والإندماج والتكامل سبيلا لخلق ديناميكية خلاقة جديدة لتجسيد الإتحاد المغاربي بشكل فعلي وعملي، خدمة لحاضر ومستقبل شعوبه ومجتماعته.
وقد أشفعت المحاضرة بنقاشات وتعقيبات واستفسارات ومقترحات ثرية وبناءة عكست اهتمام الحضور وحماسه للمساهمة في كل ما من شأنه ترقية المغرب العربي الكبير.
ويذكر بأن هذه التظاهرة الفكرية الهامة تميزت  بافتتاح أعمالها رسميا من طرف المستشار الفني المكلف بالشباب ، المصطفى ولد يمبابه، نيابة عن وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان.

تصفح أيضا...