قال رئيس البرلمان في زيمبابوي، جاكوب موديندا، إن الرئيس روبرت موغابي تقدم باستقالته في رسالة مكتوبة أرسلت إلى البرلمان.
وأعلن موغابي في رسالته أن قراره كان طوعيا، وأنه اتخذه لتحقيق انتقال سلس للسلطة، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وأوقفت هذه الاستقالة المفاجئة جلسة البرلمان التي عقدت للنظر في بدء إجراءات عزل الرئيس.
وهلل بعض النواب بابتهاج لخبر الاستقالة، كما بدأت في شوارع هراري تجمعات مرحبة به.
ورفض موغابي في السابق التنحي عن منصبه، على الرغم من سيطرة الجيش على السلطة الأسبوع الماضي، والاحتجاجات المتواصلة منذ أسبوع.
ولم تحدد رسالة موغابي من سيتولى السلطة بعد تنحيه.
ويشير دستور زيمبابوي إلى أن من سيخلف الرئيس هو نائبه الحالي، وهو فيليكيزيلا مفوكو المعروف بتأييده لغريس موغابي.
وقال موديندا إن خطوات ستتخذ لضمان تولي قائد جديد السلطة قبل انتهاء يوم الأربعاء.
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، إن استقالة موغابي "تعطي لزيمبابوي فرصة لشق طريق جديد بعيدا عن الاضطهاد الذي ميز حكمه".
وأضافت أن بريطانيا "بوصفها أقدم صديق لزيمبابوي" ستبذل كل ما بوسعها لدعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وبناء الاقتصاد الزيمبابوي.
وظل موغابي ممسكا بزمام السلطة في البلاد منذ استقلالها في عام 1980، بيد أن الـ 15 سنة الأخيرة شهدت الكثير من العنف ضد المعارضين السياسيين.
كما شهدت البلاد أزمة اقتصادية خانقة متفاقمة حيث بات الناس أفقر بنسبة 15 في المئة عما كانوا عليه في الثمانينيات.
وقالت ليندا ماساريري، الناشطة في حقوق الإنسان لبي بي سي: "أنا أسعد إنسانة تحت شمس هذا العالم الآن، لأنني كنت أعتقد دائما أنني سأشهد تنحي موغابي خلال حياتي وقد حدث ذلك".
وأضافت "لنمض قدما، لقد حان الوقت للمعارضة لتعيد تنظيم نفسها، لضمان أننا سنحصل على حكومة تعتني بالشعب، ويجب أن يكون الجميع ممثلا فيها".
وكانت إقالة نائب موغابي، إيمرسون منانغاغوا، قبل نحو أسبوعين الخطوة التي أثارت أزمة سياسية في البلاد، وكانت بنظر الكثيرين تمهيدا للطريق أمام زوجة الرئيس موغابي غريس لخلافته في قيادة البلاد.
وقد أغضبت هذه الخطوة قادة الجيش، الذين تدخلوا ووضعوا موغابي تحت الإقامة الجبرية، على الرغم من بقائه إسميا رئيسا للبلاد.