ملاحظات حول خطاب رئيس تواصل / سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم 

أحد, 21/11/2021 - 19:19

رئيس حزب تواصل .....؛عدم نجاح الخرجة الأولى عزز وضعية عزلة الحزب و شكل محاولة غير موفقة في خرق الاجماع ...!

 

 

من خلال متابعتي واهتمامي  لما سيقول السيد رئيس حزب تواصل وبعد نهاية كلامه استنتجت من خطابه  أن حزب تواصل فاقد للبوصلة وهذا جعله يسير في الاتجاه المعاكس لما نعيشه من تفاهم وهدوء سياسي يشمل جميع الفرقاء السياسيين  خصوصا أن هذا الخطاب أتى في لحظة وصل فيها هذا التفاهم الى مرحلة متقدمة من تهيئة تشاور بناء ، تشارك فيه المعارضة بطرح ونقاش كل القضايا التي ترى ضرورة طرحها بدون شرط ولا قيد .
الملاحظة الثانية هو أن حزب تواصل يبحث عن مكان متقدم في ركب المعارضة المُشاوِرة وهذا عائد الى ان هناك احزابا اخرى هي التي يرجع لها الفضل في كل ما يجري في الساحة السياسية منذ تسلم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة ،
مثل التكتل وحزب اتحاد قوى التقدم وآخرون أقل حجما انتخابيا من حزب تواصل وقد ساعدهم طبعا غياب تواصل على صدارة  لعب تلك الادوار .
الملاحظة الثالثة أن رئيس حزب تواصل يتحدث وكأن التشاور نتيجة أزمة كانت قائمة في البلد وكان هو طرف فيها وتم الاتفاق معه علي اجراء حوار او تشاور وهذا طرح غير سليم و غير صحيح  ، البلد رغم الظروف الكارثية التي استلمها فيه فخامة رئيس الجمهورية والتي زادت صعوبتها جائحة كورونا ، في تقدم ملحوظ كما كان مخطط له طبقا لبرنامج فخامة الرئيس ، وأموره في تحسن عند المواطنين علي كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتشاور ليس إلا ترجمة للارادة السياسية لرئيس الجمهورية حيث عُرضت هذه الارادة على المعارضة في إطار التوجه العام من أجل اشراكهم في البناء وتقديم مساهماتهم كشركاء وسحبهم من ساحات المشادات والصراعات وتغذية العنف وخطابات الكراهية والعنصرية و التطرف ، غير أن حزب تواصل يبدو أنه للأسف لم يعد جاهزا لمواكبة الركب ورغم استخدامه للكثير من العبارات الخارجة عن نطاق التوجه الحالي للشركاء السياسيين يجب ان يترك الباب مفتوحا أمامه للالتحاق والسير  معهم .
اما الملاحظة الرابعة فقد لفت انتباهي واستغرابي تقمص رئيس الحزب دور العدالة بتوزيعه للاتهامات و الاشارات و الحكم في مهرجان شعبي على شخصيات بأعينهم ، سواء في من تمت تبرأتهم او في من هم قيد المتابعة من طرفها  . 
اما عن تجاهله أن الحكومة لم تتخذ الاجراءات اللازمة بالنسبة للتعامل مع النقص الناتج عن الامطار فهذا لايليق برئيس حزب مثله ، مطلع على الاحداث خاصة أن الحكومة وضعت استيراتيجية شملت جميع حاجيات الوطن وبدات في تنفيذها 2022 .
وردا على النواقص والتهديد الذي لازم ذلك نقول لرئيس تواصل ، قبل استلام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة منذ سنتين ، أنتم كنتم هنا في الساحة التي تخاطبون المواطن منها اليوم ماذا حققتم من خلال التصعيد والمظاهرات والمسيرات والمهرجانات رغم كل ما حصلتم عليه من تمويلات وتاطير وتوجيه داخلي و  خارجي ؟ . 
السيد رئيس حزب تواصل ، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يجد أمامه بنية تحتية من مدارس ومستشفيات وماء وكهرباء وزراعة وثروة حيوانية وسمكية ، ولم يجد موظفين في الادارة ولا اطباء ولا معلمين في ظروف تسمح لهم بالقيام بواجباتهم ، وانطلاقا من هذا الواقع الموروث والذي تعترف به أنت ، وكنت جزءا من معارضته ، لماذا لم تغير شيئا  بأسلوب الثورة والتهديدات والمظاهرات والمسيرات ؟ أم أن حزب تواصل الذي كنتم تنعتونه بخطابكم يوم أمس ، ليس هو حزب تواصل في الفترة الماضية ؟
إن هذه الوقائع الموضوعية تحتم عليكم ، وتحتم على الجميع عدم المزايدة على هذا النظام الذي انطلق من واقع مزري وواكب معالجة الأولويات وتنفيذ برنامج انتخابي يدعمه الشعب الموريتاني متوكلا على الله وعلى إرادة رجل وطني صادق يمتلك من الشجاعة والارادة ما يؤهله لتحقيق أحلام شعبه .

سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم 
خبير محاسبي و فاعل سياسي .

تصفح أيضا...