دور السودان بات ماثلاً في مجال التعاون الدولي لمكافحة جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة، فهو طرف أصيل لعدد من الاتفاقيات والمؤتمرات والمنظمات الدولية لمكافحة جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة، مثال لذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة، ومبادرات الجامعة العربية لمكافحة الجريمة المنظمة، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لسنة 1998م، واتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لمكافحة الإرهاب لسنة 2002م.
وبالرغم من جهود السودان في هذا المجال إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتزال تضع إسم السودان في هذه القائمة السوداء رغم إعترافها بأن السودان أحرز تقدماً كبيراً في هذا الصدد.
ومؤخراً أثنت الولايات المتحدة علي جهود السودان في مكافحة الإرهاب ، وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية هيذر رنويرت أن الولايات المتحدة تلحظ تحسن جهود السودان في مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز التعاون بين الوكالات والتعاون الدولي في مواجهة تهديد تنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخري ، ورحبت هيذر في بيان لها بإعلان السودان إلتزامه بإستمرار الحوار الإيجابي مع الولايات المتحدة ومواصلة الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب.
وحمل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب إشادات وإقرار بإحراز السودان خطوات متقدمة حيال مكافحة الإرهاب ، وأضاف التقرير أن مكافحة الظاهرة أصبحت أولوية أمنية للسودان وبات شريكاً متعاوناً مع الولايات المتحدة في مكافحتها.
فيما أكدت وزارة الخارجية في السودان أن قرار رفع العقوبات الذي أصدرته الولايات المتحدة مؤخراً يعتبر خطوة في الطريق الصحيح وأعربت عن املها في أن يعقبها إزاحة إسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، خاصة وأن السودان ليس معني بالإرهاب وثبت ذلك للإدارة الأمريكية بشكل واضح من خلال مكافحة الإرهاب بأشكاله المختلفة سواء في الجريمة المنظمة أو المنظمات الإرهابية والمخدرات وغيرها.
وقال السفير محمد عيسي إيدام مدير إدارة الشؤون الأوروبية والأمريكية بالخارجية نأمل أن تكون الخطوة القادمة أن نتعاطي مع الجانب الأمريكي حول رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب لأنه ليس هنالك مسوغ لوجوده فيها بإعتراف كامل من واقع التقارير التي أصدرتها المؤسسات الأمريكية سواء الخارجية أو البنتاجون أو الـ(CIA) بأن السودان ليس دولة إرهابية.
وشهدت الأيام القليلة الماضية قبول عضوية السودان في المنبر العالمي لمكافحة الإرهاب ويعتبر هذا الإنضمام فرصة يستفيد من خلالها السودان من الدول المانحة والمؤسسات البحثية مما يُسهل الدعم لكافة الأنشطة التي تُقام بالبلاد من خلال رفع القدرات وتحديث العمل في المؤسسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب ، وإقامة المنبر هذا العام في السودان يُمكنهُ من حضور الإجتماعات والمشاركة في القرارات وإبداء رأيه في القضايا المطروحة علي المستويات الدولية.
وكان السودان قد شارك للمرة الأولي في إجتماع المنبر الذي إنعقد العام الماضي في أديس أبابا بعد أن وجهت له الدعوة للمشاركة، ووجود السودان يعتبر من المكاسب الكبيرة بعد أن تم الإعتراف بأن لديه تجربة كبيرة في مكافحة الغلو والتي تُعتبر من أفضل التجارب علي المستوي الإقليمي والدولي، ونجد أن الحوار المتصل بين الدول الأعضاء من خلال المنابر الكبيرة تخدم قضايا الوسطية والحوار الذي يمكن من خلاله إيجاد الحلول وهو الهدف المنشود لقيام المنبر.
واعتبرت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن السودان لديه هيئة تضم كل المؤسسات المعنية بقضايا مكافحة الإرهاب مما يُسهل عملية إنسياب المعلومات والوقائع والتعامل مع المنظومة الدولية بوسائل مختلفة، وقال رئيس الهيئة د. محمد جمال أن المنبر يُعتبر فرصة للسودان للإستفادة من الدول المانحة والمؤسسات البحثية مما يُساهم في رفع القدرات وتحديث العمل في المؤسسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وأضاف جمال أن المنبر يضُم عدداً من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية وعدد من الدول العربية والإسلامية.
وعلى ضوء ما تقدم يرى المراقبون أن السودان يستحق رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد إيفائه لكافة المطلوبات المتعلقة بالمسارات الخمسة في الحوار مع واشنطن والتعاون الكبير الذي احرزه في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، وإصداره قوانين وإجراءات خاصة لمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال بجانب التوقيع علي العديد من الإتفاقيات والمعاهدات لمكافحة الظاهرة.