حقيقة فيديو تهديد القاعدة لموريتانيا / محمد محمود ولد عبد الله _ كاتب صحفي

ثلاثاء, 10/08/2021 - 16:28

ضمن حملة التشويش والتشويه التي يمارسها بعضهم في سكرات اليأس، استدعى أحدهم شريط فيديو يناهز عمره تسع سنوات، يظهر فيه عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي، ويتحدث أحدهم بما يتضمن وعيدا لموريتانيا وتهديدا لجيشها.
ولأن المغالطين حاولوا لغايات في النفوس، إيهام الرأي العام بأن الفيديو المتداول سجل حديثا، وأن بلادنا تواجه تهديدا جديدا من التنظيمات الارهابية، بعد غياب "قاهر الإرهاب" عن الحكم" بزعمهم، أو "مهادن الإرهاب" حسب حقائق الواقع والتاريخ.
فإنه لا مناص من الحديث عن هذا الفيديو وكشف حقيقته، رفعا للبس وطمأنة للرأي العام. 
فقد سجل هذا الفيديو في منتصف شهر يناير عام 2013 في شمال مالي خلال بداية الحرب الفرنسية على التنظيمات المسلحة هناك، والقتلى الذين يظهرون في الصورة هم ضحايا من التنظيم سقطوا في مواجهة وقعت بين عناصره من جهة، وبين القوات المالية مدعومة بالطيران الفرنسي من جهة أخرى، في بلدة "جبالي" بوسط جمهورية مالي، ومن بين أولئك القتلى الذين تظهر بعض ملامحهم في الفيديو: محمد سعيد ولد الفيلالي المكنى الملا ناصر أبو عبد الحكيم الشنقيطي، ومحمد ولد الشمرة المكنى أبو البراء الشنقيطي، والليبي حسين اليتباوي، أما الشخص الذي يظهر في الصورة خطيبا عند رؤوس القتلى مهددا ومتوعدا، فهو محمد الأمين ولد الحسن المكنى عبد الله الشنقيطي، وكان يشغل ساعتها منصب أمير سرية الفرقان في تنظيم القاعدة، فضلا عن كونه مسؤول اللجنة الإعلامية لإمارة الصحراء وقاضيها،  وقد لجأ بعد هذا التسجيل إلى جبل تغرغارت في أقصى شمال شرقي الأراضي المالية مع العشرات من مقاتلي القاعدة وجماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وهناك أصيب بمرض الحصاء الذي انتشر ساعتها في صفوف مقاتلي التنظيمات المسلحة في تلك الجبال، لكن بعد مضي شهرين على تسجيل الفيدو كان ولد الحسن الخارج للتو من المرض، يخوض مع مقالتي سريته معارك ضد القوات الفرنسية وتشادية على مداخل جبل تغرغارت، حيث قتل هناك في قصف للمروحيات الفرنسية منتصف شهر مارس من نفس العام.
تلكم هي حقيقة الفيديو المتداول اليوم على وسائط التواصل الاجتماعي، فقد قتل محمد الأمين ولد الحسن بعد شهرين من تسجيله، وقتل معه وبعده كل اللذين ظهروا في الفيديو، وبقي التسجيل أرشيفا على الشبكة العنكبوتية، يحاول بعضهم اليوم بعثه من مرقده، إثارة للخوف ولفتا للانتباه ومسا بالسكينة العامة، لكن هيهات هيهات لما ترجون، فلا شاغل اليوم للرأي العام إلا معارك الحرب على إرهاب الفساد والمفسدين.
حفظ الله شعبنا وجيشنا، وأدام على بلدنا السكينة والأمن والوقار.
محمد محمود ولد عبد الله

تصفح أيضا...