بعد شكر كل الذين تفاعلوا مع التدوينتين السابقتين تعليقا أو سؤالا أدلف لثالثتهما و تتعلق بموقف تواصل من موضوع الوحدة الوطنية و قضية الاسترقاق و من الناس من يستعجل عن قراءة ما أصدره الحزب و سطره و منهم من يقصر فلا تسعفه شجاعته أن يصل في الموضوع إلى ما وصل الحزب إليه ، على كل حال تقوم رؤية الحزب في هذا المجال على الاعتبارات التالية :
1 - أن موريتانيا بلد متعدد عرقيا و ثقافيا و اجتماعيا وأن البلدان من هذا النوع لا يجوز و لا يسوغ فيها الإلغاء و لا الإضغام و قد حبانا الله بدين الاسلام و هو دين عابر للعصبيات و القوميات و الانتماءات القدرية يؤسس للتآخي بينها و معياره للتفاضل و التقدم متاح بتوفيق الله للجميع : التقوى و العمل الصالح .
2 - أن موريتانيا عرفت ظاهرة الرق و أن معظم مصادر هذا الرق غير شرعية على افتراض أن الطريق الشرعي يملك صفة الاستمرار في الزمن ؟ و أن الذين عرفوا هذا الرق تعرضوا لظلم بين و حيف لا ينكره منصف و أن ديننا المتشوف للحرية أصلا و القائم - انطلاقا من الاستقراء و جمع الأدلة - على أن الاسترقاق له أجل إذا بلغه انتهى بفعل قوة قيم التحرير في الاسلام و تطور فلسفة الحرية في العالم ، من هنا ثمة حاجة لتمييز إيجابي ينصف المظلوم و يعوض لضحايا هذه الممارسة و مخلفاتها .
3 - أن هوية هذه البلاد مركبة قاعدتها و مرتكزها الاسلام و لغتها الرسمية الجامعة اللغة العربية لغة القرآن التي تحولت منذ نزل بها وحي السماء من لغة عرق و قوم إلى لغة أمة و دين و لغاتها الوطنية الأخرى البولارية و السنكية و الولفية و التي حملت بدورها ثقافة الاسلام فاستحقت صفته و حاجة هذه اللغات للدعم و التطوير في أفق الاعتبار و الترسيم .
و لا مشكلة لهذه الهوية مع الانفتاح على لغات العالم و خصوصا الفرنسية ذات الحضور المعتبر وطنيا و في الفضاء الإقليمي من حولنا .
4 - أن هناك مآسي و آلام عاشتها بلادنا في الملف الوطني لا يفيد معها لا التجاهل و الإنكار و لا التضخيم و الإثارة ، لا تنفع معها عقلية الانتقام و لا تفيد معها فلسفة الإفلات من المسؤولية و العقاب ، هناك أبناء لهذا الوطن يحتاجون للطمأنة أن أسلوب و منطق و سلوك سنوات الجمر قد ولى إلى غير رجعة ، هناك حاجة ماسة لتجريم العنصرية و الممارسات الاسترقاقية ، لا تخافوا فالشرع لم يأت بالرق و لم يأت من أجله - و العبارة للأستاذ أحمدو وديعة -
5 - هناك حاجة لحوارات صريحة حول هذه المواضيع حتى يتواضع الناس على عقد اجتماعي يضمن المواطنة المتساوية لجميع أبناء الوطن و يفتح الأفق امام دولة المساواة و الإنصاف فذلك أهم تحصين أمام دعوات التطرف و التفرقة .
إن تواصل يريد موريتانيا موحدة على العدل لا رق فيها و لا عنصرية ، يريدها مواطنة جامعة لا تفرقة معها و لا فتن ، باختصار لا تأسره ثنائية إما السكوت على الظلم و الحيف أو تهديد الانسجام و العيش المشترك ، لا إنه يريدها وحدة مع مساواة و نيل حقوق دون تفريق صفوف .
إذن انتسبوا لتواصل يرحمكم الله .