افتتاحية
إنقاذ موريتانيا كيانا وهوية ووحدة وطنية، ودعم وتهيئة أجيالها في معركة الوعي ضد التخلف والظلام والاستبداد لا يمكن الشروع فيهما إلا من خلال إنقاذ المدرسة العمومية، التي تشكل فضاء ذهنيا ونفسيا وتكوينيا يجمع عقول أبناء المجتمع الواحد تحت سقف واحد، بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية، والاثنية،والمناطقية، وتلقن على نحو حازم ومنهجي مٌحْكم في فصوله مختلف مراحله قيم الديمقراطية والعدل والمساواة والتعايش، إلى جانب المقررات الطبيعية، المنفتحة و المُطورة بشكل دائم، وهو ما يشكل نقيضه اليوم ما لدينا من انتشار فطري لدكاكين ليست مخصصة للربح المالي فقط، وإنما للتدخل في التنشئة حسب رؤية القائمين على كل دكان، رؤية ربما تصل في بعض الأحيان إلى اعتماد سياسة ( بيداغوجية) تنشر الجهل ومسخ الهوية وتزرع بذور الفرقة التي هي أسهل الطرق لتدمير البلدان والقضاء الفوري على السلم الأهلي في المجتمعات .
وتبقى هذه الدكاكين هي المتاح اليوم أمام آباء التلاميذ في مستهل عام دراسي يبدأ بعد يوم واحد، عام جديد انعدم فيه أي أفق لبديل عنها أو ملاذ مهما كان نوعه، بعد أن عجزت السلطة عن مجرد فتح نقاش عمومي ولو كان شكليا حول وضعية قطاع لا ينبغي أن يرتبط بزمن سياسي ولا حكومة معينة،أحرى أن تقوم بإجراء عملي.. واستمرت بدلا من ذلك في بيع مزيد من المدارس العمومية وتسليم ساحاتها للقمامة ودغل الخريف الجالب للبعوض والأمراض.
ذلك أن هذه المدارس ليست بالتأكيد هي وجهة أبناء أعضاء هذه الحكومة ولا وجهة أبناء من أتيحت لهم فرص الإثراء غير المشروع من المال العمومي من أطر وكوادر الدولة، الذين تنتظر أبناءهم محميات تعليمية بمواصفاتها الأوربية هنا ، أو هناك، وراء الحدود عبر رحلات مريحة بعد دفع نفقات سنوية ربما تكفي واحدة منها لطفل من هؤلاء لتسيير مدرسة نموذجية مكتملة في أحدى القرى أو آدوابه النائية، يؤمها عشرات الأطفال، الذين حالفهم الحظ في الذهاب إلى فصل دراسي مهما كان مستواه، بدل الذهاب وهم في عمر الزهور إلى الحقل والبئر ورعي المواشي في الريف، أو الالتحاق بورشات اللحامة والسمكرة في المدن.
وتبقى هذه الدكاكين هي المتاح اليوم أمام آباء التلاميذ في مستهل عام دراسي يبدأ بعد يوم واحد، عام جديد انعدم فيه أي أفق لبديل عنها أو ملاذ مهما كان نوعه، بعد أن عجزت السلطة عن مجرد فتح نقاش عمومي ولو كان شكليا حول وضعية قطاع لا ينبغي أن يرتبط بزمن سياسي ولا حكومة معينة،أحرى أن تقوم بإجراء عملي.. واستمرت بدلا من ذلك في بيع مزيد من المدارس العمومية وتسليم ساحاتها للقمامة ودغل الخريف الجالب للبعوض والأمراض.
ذلك أن هذه المدارس ليست بالتأكيد هي وجهة أبناء أعضاء هذه الحكومة ولا وجهة أبناء من أتيحت لهم فرص الإثراء غير المشروع من المال العمومي من أطر وكوادر الدولة، الذين تنتظر أبناءهم محميات تعليمية بمواصفاتها الأوربية هنا ، أو هناك، وراء الحدود عبر رحلات مريحة بعد دفع نفقات سنوية ربما تكفي واحدة منها لطفل من هؤلاء لتسيير مدرسة نموذجية مكتملة في أحدى القرى أو آدوابه النائية، يؤمها عشرات الأطفال، الذين حالفهم الحظ في الذهاب إلى فصل دراسي مهما كان مستواه، بدل الذهاب وهم في عمر الزهور إلى الحقل والبئر ورعي المواشي في الريف، أو الالتحاق بورشات اللحامة والسمكرة في المدن.