حتى الآن لم استوعب هذه الشماعة التي يسمونها "التحفظ" والتي يتذرع بها مسؤولوا الأغلبية عندما يتعلق الأمر بصومهم الأبدي عن الكلام في الوسائط الإجتماعية، فكل الذرائع التي يسوقونها تبريرا لجدار الصمت الرهيب الذي يضربونه على السنتهم مجرد أبنية عنكبوت متهافتة، فما هذا التحفظ أو التوهيم المكشوف الذي لايوجد لدى مسؤولي دول العالم شرقها وغربها ؟
ففي كل ديمقراطيات العالم بل في كل دول العالم ذات القدم الراسخ في تقاليد الدولة وثقافة التمدن يتفاعل المسؤول مهما علا كعبه الوظيفي مع الناس وحتى في فضائنا الإقليمي العربي والافريقي لاتكاد تجد وزيرا أو مسؤولا إلا وهو في حوار مفتوح مع الناس على مختلف تنوعانهم ومشاربهم وحتى مستوياتهم التي قد تنزل إلى الدرك الأسفل من الجهل والانحطاط...
لقد عمت البلوى بهذه الوسائط ولامفر منها ...فهي شر لابد منه أو خير لابد منه وليست فرض كفاية بل فرض عين خاصة بالنسبة للمهتمين بالشأن العام .
المعارضون منا فهموا اللعبة مبكرا وانخرطوا فيها ،شيبا وشبابا ،قمة وقاعدة ، واتخذوا من هذا الفضاء قلعة حصنوها بالاستنباح وبالكذب الاستراتيجي والتهتك والاباحية والعدمية...
ولا أعرف بالضبط مالذي يمنع رجال الاغلبية من الكلام المباح اليست عندهم بضاعة سياسية؟أليست لديهم بضاعة معرفية؟ هل المشكل الحقيقي هو مطبات الخوف والجهل والتقية والاحتشام؟
قد تصاب بالدهشة وانت تمخر عباب محرك البحث غوغل عندما لا تجد أبسط أثر علمي أو سياسي أو اعلامي أو فكري لأي مسؤول موريتاني وحتى من يفترض فيهم أن يكونوا على خط المواجهة في السياسة والإعلام فهل العجز والقصور المعرفي هو السبب ؟أم أن هناك أشياء أخرى الله علم بها ؟
لقد دقت ساعة البحث عن جواب يشفي الغليل وعلينا أن نغوص ونسبر الأغوار لنستاصل شأفة الجواب الصحيح فكل مبررات الصمت قد سقطت فرئيس الجمهورية يتربص به الأعداء الدوائر، وهناك ارادات تريد أن تمزق البلاد شرق ممزق...وما قدم هذا النظام للبلد معتم عليه ولاينظر إليه إلا بعين السخط...
قد يكون من المفارقات العجيبة أن تعيش سبع سنوات على هذا الفضاء دون أن تجد من يؤنسك في عتمة موحشة سوى خمسة رجال من مسؤولي النظام ظلت سيوف المعارضة تنهل من أعراضهم ، وسهام الإخوة تطعنهم من الخلف .
فعلينا تتنزل بركات "ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لاتحزن أن الله معنا...."