إذا كنت شغوفا بمتابعة أخبار انتقالات اللاعبين، أو كنت تنتظر انضمام أحد النجوم إلى فريقك المفضل، فلا تُصدّق بسرعة أن أي صفقة قد تمت رسميا حتى تشاهد بعينيك تقديم اللاعب في مؤتمر صحفي وهو يرتدي قميص النادي، وحتى ذلك قد لا يكفي أحيانا لتتأكد من اكتمال الصفقة.
في حالات كثيرة، تعمل الأندية على إغراء اللاعبين المميزين بشتى السبل، ويصل التنافس بينها إلى أقصى مداه، وقد تتحوّل وجهة اللاعب من هذا النادي إلى ذاك في اللحظات الأخيرة قبل إمضاء العقد.
في هذا التقرير، يستعرض موقع "بلانت فوتبول" عددا من القصص المثيرة عن صفقات تحوّلت وجهتها بشكل غير متوقع، بعد أن ظنّ الجميع أنها قد حُسمت رسميا.
جماهير روما تنتظر مالكوم
كان البرازيلي مالكوم على وشك الانضمام إلى نادي روما الإيطالي في صيف العام 2018، إذ أكد نادي العاصمة الإيطالية آنذاك أنه تم التوصل إلى اتفاق مع نادي بوردو الفرنسي. وتوافد جمهور روما على المطار في انتظار وصول مالكوم، لكنه أصيب بخيبة أمل عندما لم يحضر اللاعب.
في الواقع، تدخل نادي برشلونة في اليوم ذاته وقدّم للاعب الشاب عرضا أكبر بكثير من ذلك الذي قدّمه نادي روما، مما دفعه إلى التراجع عن الإمضاء للنادي الإيطالي. من جهته، هدد المدير الرياضي لنادي روما باتخاذ إجراء قانوني ضد بوردو، في حين قال وكيل أعمال اللاعب إن ذلك كان ردا "انتقاميا" منه على صفقة سابقة تخطاه فيها نادي العاصمة الإيطالية عندما تعاقد مع حارس المرمى دانيال فوزاتو عبر وكيل آخر.
غاسكوين يختار الفيلا وسرير الشاطئ
في العام 1988، كان لاعب نيوكاسل الشاب بول غاسكوين من أبرز المواهب في إنجلترا، وكان نادي مانشستر يونايتد حريصا على التعاقد معه. وصرّح المدرب أليكس فيرغسون آنذاك قائلا "تحدثت معه في الليلة التي سبقت إجازتي، وقال لي: اذهب واستمتع بإجازتك سيد فيرغسون، سوف أوقّع لنادي مانشستر يونايتد".
وأضاف "لذلك ذهبت في عطلتي، ولكن مارتن إدواردز اتصل بي وأخبرني بأنه يحمل بعض الأخبار السيئة، حيث وقّع غاسكوين لنادي توتنهام".
في الحقيقة، نجح رئيس نادي توتنهام إيرفينغ سكولار في إغراء غاسكوين، إذ عرض عليه منزلا بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني لوالديه وسرير شاطئ لأخته.
نزاع على أوبي ميكيل
في العام 2005، اندلع خلاف كبير بين ناديي مانشستر يونايتد وتشلسي بسبب اللاعب النيجيري جون أوبي ميكيل. كان تشلسي قد أعلن أنه اتفق رسميا مع وكيل اللاعب، بينما قام مانشستر يونايتد بتقديم اللاعب رسميا في مؤتمر صحفي وظهر في الصور مرتديا القميص الأحمر.
مع احتدام الأزمة، طالبت إدارة اليونايتد من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز فتح تحقيق في الأمر، واستمر النزاع القانوني عاما كاملا.
في آخر المطاف، وافقت إدارة مانشستر يونايتد على غلق الملف والتخلي عن اللاعب مقابل الحصول على تعويض قدره 12 مليون جنيه إسترليني (نحو 15 مليون دولار) من نادي تشلسي الذي وقّع رسميا مع أوبي ميكيل.
توتنهام يساعد بوتي على التعاقد مع أرسنال
في العام 1997، كان الفرنسي إيمانويل بوتي على أبواب الانضمام إلى نادي توتنهام، وقد سافر بالفعل إلى لندن والتقى بالرئيس ألان شوغر. بعد اللقاء، دفع توتنهام أجرة سيارة التاكسي ليعود اللاعب إلى الفندق، لكن بوتي غيّر رأيه بعد أن علم برغبة نادي أرسنال الإنجليزي في التعاقد معه.
في العام 2018، كشف بوتي لصحيفة "ديلي ميرور" عما حدث في تلك الفترة قائلا "قدّم لي نادي توتنهام عرضا رسميا، وقلت إنني أحتاج بضعة أيام للتفكير في الأمر، ولم يتوقعوا ما حدث بعد ذلك. عندما جاءت سيارة الأجرة أخذتني مباشرة إلى منزل المدرب أرسين فينغر، وكانت تلك المرة الأولى التي ألتقي فيها بديفيد دين (نائب رئيس نادي أرسنال السابق).. لقد دفع توتنهام أجرة التاكسي وساعدوني على التوقيع لنادي أرسنال.. أصبح ذلك جزءا من الماضي".
دي ستيفانو يتفق مع برشلونة.. لكن
فاز دي ستيفانو بثمانية ألقاب في الدوري الإسباني وخمسة كؤوس أوروبية مع نادي ريال مدريد، لكن انتقال اللاعب إلى الفريق الملكي كان شائكا. في الواقع، وافق دي ستيفانو على الانضمام إلى برشلونة عام 1953 قادما من ميلوناريوس الكولومبي، وخاض مع الفريق مباراة ودية قبل انطلاق الموسم، لكن الاتحاد الإسباني لكرة القدم أوقف عملية الانتقال بسبب مشاكل قانونية في عقد اللاعب.
استغل ريال مدريد الظرف وعقد اتفاقا مع ميلوناريوس على ضم اللاعب، ولاحقا حصل دي ستيفانو على رخصة للعب في إسبانيا 4 مواسم، اثنان منها مع ريال مدريد، وموسمان مع برشلونة.
لكن بعد استقالة رئيس برشلونة في تلك الفترة، أُلغي عقد دي ستيفانو فانضم رسميا إلى ريال مدريد مقابل مبلغ رمزي.
عطلة نهاية الأسبوع تُفسد الصفقة
في العام 1993، أعلن النجم الإيرلندي روي كين أنه سيغادر نوتنغهام فورست وينضم إلى بلاكبيرن روفرز.
حاول مدرب بلاكبيرن كيني دالغليش إنهاء الصفقة في وقت متأخر من ظهر الجمعة، لكنه لم يتمكن من ذلك، واتفق مع روي كين على توقيع العقد بعد عطلة نهاية الأسبوع.
وصلت أخبار التأجيل إلى السير أليكس فيرغسون، فاتصل باللاعب وأقنعه بالعدول عن اتفاقه مع دالغليش.
علاقات أبراموفيتش حسمت الأمر
في صيف العام 2013، كان نادي توتنهام واثقا من التعاقد مع البرازيلي ويليان قادما من نادي أنجي الروسي، لكنه لم يحقق مبتغاه رغم أن اللاعب وصل بالفعل إلى مركز التدريب وكان على وشك إمضاء العقد.
استغل مالك نادي تشلسي رومان أبراموفيتش علاقاته في روسيا وتمكن من تحويل وجهة اللاعب إلى ستامفورد بريدج.
سيسوكو يغلق هاتفه
بدا إيفرتون قريبا جدا من التوقيع مع اللاعب الفرنسي موسى سيسوكو عام 2016 بعد أن قدم عرضا لنادي نيوكاسل بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 38 مليون دولار)، وكانت هناك طائرة خاصة جاهزة لنقله إلى المرسيسايد.
دخل توتنهام على الخط واستدرج اللاعب بعيدا عن ملعب "غوديسون بارك"، وقدّم له عرضا مثيرا في اللحظة الأخيرة.
وذكرت التقارير آنذاك أن سيسوكو أغلق هاتفه في وجه المدرب رونالد كومان من أجل استكمال إجراءات توقيع العقد مع توتنهام.
روبينيو لا يعرف وجهته
في صيف العام 2008، كان تشلسي على بعد خطوات قليلة من الظفر بالنجم البرازيلي روبينيو، وبدأ بترويج قمصان تحمل اسم اللاعب قبل إتمام الصفقة، لكن خيبة الأمل كانت كبيرة.
في تلك الفترة، استحوذ الإماراتيون على نادي مانشستر سيتي وأرادوا التعاقد مع أسماء كبيرة، وقد نجحوا في التوقيع مع روبينيو مقابل 32.5 مليون جنيه إسترليني (نحو 40 مليون دولار).
في الحقيقة، تغيّرت الأمور بشكل دراماتيكي في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، حتى إن روبينيو نفسه صرّح قائلا "قدّم تشلسي عرضا جيدا لي شخصيا ولريال مدريد وقد تمت الموافقة"، ونبّهه أحدهم إلى أنه أخطأ في النادي فاستدرك قائلا "تشلسي؟ لا، أقصد مانشستر.. آسف".
بولتون يبيع لاعبا لا يملكه
بعدما أمضى سبعة مواسم في نادي ليفربول، انتقل الألماني ديتمار هامان إلى نادي بولتون في يوليو/تموز 2006، لكن بعد يوم واحد فقط، أصدر النادي بيانا أكد فيه أن لاعب منتخب ألمانيا غيّر رأيه وسينضم إلى ناد آخر.
وفي حديث له مع هامان في إذاعة "توكسبور" بعد ذلك بأعوام، كشف الرئيس السابق لنادي بولتون فيل غارتسايد أن ناديه استفاد من صفقة لم يتم توقيعها أصلا. وأوضح قائلا "أتيت حينها وأخبرتنا بأنك تملك عرضا للانضمام إلى نادي مانشستر سيتي، وقد قمنا ببيعك دون أن توقّع معنا من الأساس، هل كنت تعلم هذا؟ دفع لنا مانشستر سيتي 400 ألف جنيه إسترليني (نحو 510 آلاف دولار) للحصول على لاعب لم نوقّع معه مطلقا.. هذه هي الحقيقة".
الجزيرة نت