أن تتاح لك فرصة لقاء العلماء ومجالستهم فتلك نعمة يحمد الله سبحانه وتعالى عليها
ذلك أن مجالسة العلماء تؤنس القلوب وتحييها لما لها من ثمرات وفوائد تعود على الإنسان في تربيته في سلوكه في اخلاقه في تعامله في تدريسه إن كان في مرحلة الطلب وأنعم بها من مرحلة جمع شتات العلم النافع الغض الطري الشهي الحسن الممتاز من لدن عباقرة الفقهاء والعلماء المتخصصين الذين كابدوا الليل والنهار من أحل الظفر بميراث النبوة
وإن مجالسة العلماء العاملين المخلصين لها نتيجة أعظم وأكثر فائدة وذلك ما جسده لنا السلف الصالح من حيث حرصهم على مجالسة العلماء العاملين
هذا الربيع ابن خثيم المرادي أبو يزيد الثوري الكوفي أحد أصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كان يأتيه في درسه في الكوفة يحضرها يستفيد وكان طيبا حاضرا عجيبا عليه وقار طلاب العلم روي بسند منقطع عن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول له: (ما رأيتك الا تذكرت المخبتين ولو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم ﻷحبك)
هكذا تكمن أهمية مجالسة العلماء وأهمية زيارتهم لما لها من الفوائد
وأن تتاح لك فرصة عالم من العلماء الربانيين المخلصين الذين كرسوا أوقاتهم في خدمة الدين والتأليف المفيد خدمة للإسلام والمسلمين يحاول ما استطاع أن يقرب الناس من الدين بفكر جديد مرتبط بالأصل ومتصل بالعصر فكر يحمل البشر والخير والسعادة للمسلمين
ذلكم هو شيخنا العلامة الحبر النحرير العلم الشهير الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم والأمن في المجتمعات المسلمة ورئيس الاتحاد العالمي للتجديد والترشيد في لندن
فرحت كثيرا بإتاحة الفرصة لي للتزود من معين علمه الزلال لما رأيت ذلك الوجه الطيب النير عرفت انه وجه من وجوه أهل الخير الذين يريدون التقدم والازدهار للأمة
استمعت لحديثه وشاقني واستمتعت بكلمات مؤثرة مخلصة قالها الشيخ في مجلسه الطيب النافع الذي جليسه يعد كحامل المسك إما إن يحذيك وإما أن تجد منه ريحا طيبة
كانت جلسة لا كالجلسات وكلمات طيبات بقيت محفورة في الجودان فحمدت الله على ذلك اللقاء الطيب الذي تشرفت كثيرا به ومن حرم منه كرم من خير كثير ولما دخلنا عليه تذكرت قول العلامة الشيخ محمد عبد الله ولد احمذي الحسني في أحد شيوخه
اذا كان هم الناس قطع المفاوز ## إلى الشيخ قدما لاقتناء الجوائز
فحسبي إذا أن أفوز بنظرة ## إلى وجه مرضي لدى الله فائز
دخلت وجلست جلوس المتشوق إلى ذلك المجلس الطيب دخول متعطش للفكر التجديدي في أصول الفقه ومقاصد الشريعة الإسلامية
الفنون التي اتقنها الشيخ بلباقة فأدقها يلاحظ ذلك من قرأ كتبه وخاصة كتاب (علاقة أصول الفقه بمقاصد الشريعة الإسلامية)
لا يراود أحدا الشك في أن الشيخ من رموز علماء الأمة الذين لهم الأثر البالغ في الفهم الشامل للدين الاسلامي الحنيف ومن يريد صدق ذلك عليه أن يراجع مؤلفاته التي تعد نفحة جديدة بلغة تجديدية مفعمة بالأفكار الأصولية المقاصدية العظيمة فكتبه لا غنى عنها لطلاب العلم الذين يرغبون في فهم علم الأصول وعلم المقاصد خاصة أن كتبه يعرف منها أنه تضلع من علم المقاصد وأتى بأفكار جديدة مواكبة للعصر مرتبطة بالأصل
وقد ألف العلامة الامام الشيخ عبد الله بن بيه لشباب الأمة ، وباحثيها ، وساستها، مكتبة كاملة، تمثل اليوم حصيلة لفكر تجديدي شامل من أهم مراجعها :
_ تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع
_ إثارات تجديدية في حقول الأصول
_ علاقة مقاصد الشريعة بأصول الفقه
_ كتاب مشاهد من المقاصد ,الطبعة الثانية,2012 م
_ صناعة الفتوى وفقه الأقليات – الطبعة المغربية
_ حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام (طبعة مكتبة العبيكان)
_ أمالي الدلالات و مجالي الاختلافات (الجزئين في كتاب واحد)
_ مقاصد المعاملات ومراصد الواقعات
_ الإرهاب : التشخيص والحلول
_سد الذرائع وتطبيقاته في مجال المعاملات
_ توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال
_حوار عن بعد عن حقوق الإنسان في الإسلام
_ خطاب الأمن في الإسلام و ثقافة التسامح والوئام
_ إ عمال المصلحة في الوقف
_البرهان
_صناعة الفتوى وفقه الأقليات
_فتاوى فكرية
بالفعل كان الشيخ عبد الله مفخرة ومعلما يضيء للأمة غياهب ظلامها الدامس بفكر تجديدي يلامس هموم الأمة وواقعها بتأن ووضوح فكرة
فكان يحاضر في المنتديات العالمين محاضرا لا كالمحاضرين واماما لا كالأئمة
هذه شذرات من الله عليه بلقاء الشيخ الجليل بحر الأمة ومجددها شيخنا الشيخ عبد الله ولد بيه حفظه الله ومد في عمره