أعلن محامو المقرصن البرتغالي روي بينتو، المرتبط بتسريبات "فوتبول ليكس" التي كشفت عن فساد مزعوم في عالم كرة القدم أدت إلى فتح إجراءات قضائية عدة والملاحق في بلاده بقضايا ابتزاز، خروجه من الاحتجاز ووضعه في إقامة جبرية.
وكان بينتو (31 عاما) قد أوقف في المجر وسُلِّم إلى البرتغال قبل أكثر من عام، وبحسب بيان لفرانس برس من وكيله فرانسيسكو تيكسييرا دا موتا وزميله الفرنسي وليام بوردون فهو "ملزم بالبقاء في المنزل، إلى جانب حظر وصوله إلى الإنترنت".
ورحب المحاميان بقرار إطلاق بينتو من السجن الملحق بمقر الشرطة القضائية في العاصمة لشبونة، وأعربا عن أملهما في اتخاذ القضاء إجراءات أخرى تمهد الطريق إلى "حريته الكاملة".
وأدت تسريبات "فوتبول ليكس" إلى فتح إجراءات قضائية في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا، ولا تزال حتى اليوم مصدر التسريب الأهم لكواليس كرة القدم.
واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها تلك الدول، أطلق القضاء حملة واسعة ضد أبرز الأندية في البرتغال ووكيل اللاعبين الخارق جورج منديش، مع عشرات عمليات التفتيش والاتهامات بسبب الاشتباه في تهرب ضريبي بموعد انتقالات اللاعبين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، ادعى بينتو أنه وراء "لواندا ليكس"، وهو تسريب لنحو 715 ألف وثيقة تورط المليارديرة الأنغولية إيزابيل دوس سانتوس، ابنة الرئيس السابق جوزيه إدواردو دوس سانتوس.
وكان تيكسييرا قال لفرانس برس في يناير/كانون الثاني الماضي أن القضاء خفّض عدد الجرائم المنسوبة إلى بينتو من 147 سابقا إلى 93.
وأوقف بينتو في يناير/كانون الثاني 2019 في المجر وتم تسليمه في مارس/آذار إلى بلاده تنفيذا لمذكرة توقيف أوروبية صادرة عن السلطات البرتغالية، لارتباط اسمه بتسريبات "فوتبول ليكس" وسرقة رسائل إلكترونية داخلية لنادي بنفيكا البرتغالي.
وتتهم النيابة العامة البرتغالية بينتو الذي كان مقيما في العاصمة المجرية بودابست، بـ"محاولة الابتزاز الشديد والوصول غير المشروع وسرقة البيانات من بعض المؤسسات بما في ذلك الدولة".
حكّام ولعب مالي نظيف
ويتهم بينتو بسرقة رسائل إلكترونية داخلية لبنفيكا استخدمها مسؤولون في غريمه التقليدي بورتو لاتهامه بقضية محاولة السيطرة على الحكّام في الدوري البرتغالي.
وكانت تسريبات "فوتبول ليكس" قد كشفت عن نظام التهرب الضريبي المتبع في عالم كرة القدم، وخصوصا في قضية نجم يوفنتوس الإيطالي الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان نادي ريال مدريد الإسباني.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أشارت تسريبات إلى فضائح طالت فريق مانشستر سيتي الإنجليزي بشأن مخالفته قوانين اللعب المالي النظيف بغطاء من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو حيث حامت الشكوك حول وجود "صداقة مريبة" تجمع بينه وبين المدعي العام لمنطقة هو-فاليه السويسرية رينالدو أرنولد.
وفي فبراير/شباط الماضي، أقصى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مانشستر سيتي عن المشاركة في مسابقاته القارية لمدة موسمين وغرّمه بثلاثين مليون يورو "بسبب مخالفات جدية لقواعد اللعب المالي النظيف"، بعد تحقيق أجراه إثر تسريبات "فوتبول ليكس".
واستأنف حامل لقب الدوري الإنجليزي في آخر موسمين قرار إيقافه أمام محكمة التحكيم الرياضي.
وزعم بينتو أن بلده الأم يريد "تخريب" التحقيقات التي يساعد فيها السلطات في مختلف الدول الأوروبية، وكشف في حينها "كنت أتعاون مع السلطات الفرنسية، وبدأت بالتعاون مع السلطات السويسرية، وربما البدء بتعاون أوروبي آخر، وفجأة خرّبت البرتغال كل شيء".
ويصف محامو بينتو موكلهم بأنه "شاب برتغالي يحب كرة القدم، وبسبب اشمئزازه من الممارسات المعروفة، قرر أن يكشف للعالم عن حجم الممارسات الإجرامية التي لا تؤثر فقط على كرة القدم بل تعرّض صورتها لضرر كبير".
وبحسب الصحف البرتغالية، خضع بينتو، أحد عشاق نادي بورتو ورونالدو، لدروس شخصية في برمجة الحواسيب، وهو يتحدر من فيلا نوفا دي غايا إحدى ضواحي بورتو وعاش في بودابست منذ 2015.
وصل إلى المدينة ضمن برنامج تبادل كجزء من دراسته في التاريخ، ويرى أن بلاده لم تعد تمنحه "أية آفاق بسبب الأزمة الاقتصادية".
وبعد تثبيت نفسه في المجر، حيث كسب قوته وساعد والده صانع الأحذية المتقاعد، من خلال عمله في الآثار القديمة، أنشأ بينتو موقع التسريبات في 2016، بدأ بتحميل عقود لاعبين ومدربين من نادي سبورتينغ البرتغالي والفرع المالطي من صندوق الاستثمار "دوايان سبورتس"، المثير للجدل في سوق انتقالات اللاعبين.
أوقف بينتو في بودابست ضمن هذا السياق في محاولته ابتزاز "دوايان سبورتس"، وأقر باتصاله بالصندوق لكن بغية اختباره من دون أي نية سيئة.
الجزيرة نت