بالخلايا الجذعية.. ثاني حالة شفاء من فيروس الإيدز في العالم

أربعاء, 11/03/2020 - 10:55

أعلنت مجموعة من الأطباء اليوم الثلاثاء شفاء مريض مصاب بفيروس الإيدز (متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب) بعد خضوعه لعملية زراعة خلايا جذعية، مما يجعله ثاني حالة في العالم تشفى من هذا المرض، بعد مرور حوالي عشر سنوات على الحالة الأولى. 

ولم يظهر لدى المريض الحالي -الذي سمي "مريض لندن"- أي مؤشر على وجود الفيروس منذ 30 شهرا على الرغم من وقف العلاج، وذلك وفقا للنتائج التي نشرت في مجلة "ذي لانسيت إتش آي في".

وفي مارس/آذار 2019 أعلن الأستاذ في جامعة كامبريدج رافيندرا غوبتا أن "مريض لندن" -الذي أصيب بفيروس الإيدز في العام 2003- في طور الشفاء منه، وأنه لم تظهر أي علامة على إصابته بالفيروس منذ 18 شهرا. 

لكنه دعا يومها إلى الحذر، وأصر على مصطلح طور الشفاء من الفيروس وليس الشفاء منه بالكامل، طالبا المزيد من الوقت قبل الإعلان عن ذلك. 

وبعد مرور عام اتخذ فريقه هذه الخطوة، وأشار إلى أن "النتائج بينت شفاء المريض من الإيدز"، وذلك بعد اختيار عينات من دمه وأنسجته والحيوانات المنوية. 

وقال البروفيسور غوبتا لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد اختبرنا عددا كبيرا من الأماكن التي يختبئ فيها الفيروس، وتبين أن كلها سلبية"، مما يعني أن الفيروس لم يعد نشطا. 

وتابع "من الصعب تخيل أنه تم القضاء على الفيروس -الذي يصيب مليارات الخلايا- بالكامل". 

وخضع "مريض لندن" لعملية زرع نخاع العظام لمعالجة إصابته بسرطان الدم، وحصل على الخلايا الجذعية من متبرعين يحملون تحولا جينيا نادرا يمنع فيروس الإيدز من النمو، تماما كما حصل مع "مريض برلين" الأميركي تيموثي راي براون الذي أعلن عن شفائه في العام 2011.
 

وكان بقاء حالة شفاء "مريض برلين" يتيمة لأكثر من 10 سنوات دفع البعض إلى الاعتقاد بأنها كانت محض صدفة. 

ويقول الباحثون "تظهر نتائجنا أن نجاح زرع الخلايا الجذعية كعلاج لفيروس الإيدز أمر يمكن تكراره". 

وعلق البروفيسور غوبتا "لقد تلقى مرضى آخرون علاجا مشابها، لكن أحدا لم يدخل في طور الشفاء بعد (...)، الأمر يتطلب بعض الوقت". 

إجراء ثقيل ومحفوف بالمخاطر
وقرر "مريض لندن" الكشف عن هويته هذا الأسبوع في مقابلة مع نيويورك تايمز، وقال آدم كاستييخو (40 عاما) الذي نشأ في كراكاس بفنزويلا "أود أن أكون سفيرا للأمل". 

ويدرك الباحثون أن طريقتهم حاليا ليست الحل لملايين الأشخاص المصابين بالفيروس حول العالم، والذي يتحكمون به من خلال مضادات للفيروسات العكوسة. 

والفيروسات العكوسة (retrovirus) -وتعرف أيضا بالفيروسات القهقرية- هي نوع من فيروسات الحمض النووي الريبي التي تدرج نسخة من جينومها في الحمض النووي للخلية المضيفة التي تغزوها، وبالتالي تغيير جينوم تلك الخلية، إذ بمجرد دخوله إلى سيتوبلازم الخلية المضيفة يستخدم الفيروس إنزيم النسخ العكسي الخاص به لإنتاج الحمض النووي من جينوم "آر إن أي" (RNA) الخاص به، وهو عكس النمط المعتاد، ولذلك يسمى عكوسا.

وأكد البروفيسور غوبتا أن الإجراء المستخدم مع المريضين اللذين شفيا ثقيل ومحفوف بالمخاطر، فضلا عن أنه يطرح "مسائل أخلاقية".

وأضاف "يجب أن نوازن بين معدل الوفيات الذي يصل إلى 10% في عملية زرع الخلايا الجذعية وخطر الموت في حال لم نقم بأي شيء".

إلى ذلك، علق الأستاذ في جامعة "كارديف" أندرو فريدمان بأن "هذه النتيجة مهمة لتطوير إستراتيجيات للعلاج يمكن تطبيقها على نطاق واسع".

في المقابل، يبدو بعض العلماء الآخرين أكثر حذرا، وقالت شارون لوين من جامعة ملبورن "هل مريض لندن شفي فعلا؟ لا شك أن البيانات مثيرة ومشجعة، لكن في النهاية الوقت وحده كفيل بتأكيد النتيجة".

وأوضحت لوين أن الأمر يتطلب "شفاء عدد أكبر من المرضى المصابين بفيروس الإيدز، لتقييم مدى احتمال معاودة الفيروس لاحقا". 

وفي هذا السياق، سيخضع "مريض لندن" لاختبارات بشكل منتظم، لمراقبة احتمال ظهور الفيروس مجددا. 

وثمة 38 مليون شخص مصابون بفيروس الإيدز في العالم حاليا، نحو 62% منهم يخضعون للعلاج الثلاثي، وتوفي 800 ألف شخص في العام 2018 بسبب الأمراض المرتبطة بفيروس الإيدز، ويشكل ظهور أشكال جديدة من الإيدز المقاومة للأدوية مصدر قلق متزايد.

المصدر : الفرنسية

تصفح أيضا...