شهدت العاصمة جوبا، الإثنين، حراكا كثيفا بشأن مفاوضات سلام السودان، في مساري ولايتي جنوب كردفان النيل الأزرق، إلى جانب الشمال، فيما أعلنت وساطة فرقاء السودان، أن الأسبوعين القادمين حاسمين بالمفاوضات.
وأعلنت الحركة الشعبية-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، الاثنين، استئناف المفاوضات مع حكومة الخرطوم الأربعاء المقبل.
وذكر بيان صادر عن الناطق باسم الحركة الجاك محمود أحمد، تلقته “سودان تربيون”، أن وفدها وصل إلى جوبا الإثنين بقيادة عمار أمون، عقب إجراء مشاورات مع قيادات الحركة الشعبية وقواعدها.
وأوضح أن الحركة طلبت من الوساطة رفع جولات التفاوض بغرض إجراء مشاورات مع قواعدها على خلفية تعثر المفاوضات بسبب الخلاف حول علمانية الدولة وحق تقرير المصير.
وفي 26 ديسمبر الماضي، أعلنت وساطة فرقاء السودان، تعليق المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، لمدة أسبوعين، استجابة لطلب الحركة الشعبية من أجل التشاور.
وفي ذات السياق، تواصلت بمقر التفاوض بجوبا جلسات الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية-شمال، بقيادة مالك عقار حول الاتفاق الإطاري.
وأوضح بيان صادر عن إعلام المجلس السيادي، تلقته “سودان تربيون” أن الاجتماع تناول عددا من القضايا التي شملها الاتفاق بالتركيز على قضية نظام الحكم.
وفي 4 يناير الجاري، أعلنت دولة جنوب السودان، توصل حكومة الخرطوم والحركة الشعبية إلى اتفاق حول معظم ملفات الاتفاق الإطاري، وبقاء بندي الترتيبات الأمنية وهياكل الحكم قيد التفاوض.
وكانت الحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار قدمت في منتصف ديسمبر الماضي رؤيتها التفاوضية للاتفاق الإطارى بشأن ولايتي جنوب كردفان النيل الأزرق إلى الحكومة الانتقالية.
وسبق ذلك توقيع الحكومة وحركة عقار، على اتفاق إطاري لمعالجة القضايا الإنسانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال عضو الوساطة، ضيو مطوك، إن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين لمسار عملية التفاوض بين الأطراف السودانية بمنبر جوبا التفاوضي.
وأكد في تصريحات صحفية، استمرار التفاوض وفق الجدول المضروب للوصول لاتفاق سلام شامل منتصف فبراير المقبل.
في الأثناء، تسلم مسار الشمال رد الحكومة على مسودة الاتفاق الإطاري للتفاوض الذي تقدمت به حركة كوش.
وقال رئيس حركة كوش، محمد داؤود، في تصريحات صحفية، أن الحركة تعكف للرد على موقف الحكومة وتسليمه للوساطة، وأن عددا من الجوانب الإيجابية وردت في رد الحكومة.
وتركز المفاوضات على خمسة مسارات، هي: إقليم دارفور، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرقي السودان، وشمالي السودان، ووسط السودان.
وإحلال السلام في السودان هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة عبد الله حمدوك، وهي أول حكومة في البلاد منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.