أرادوا لنا، لكننا أردنا لأنفسنا...
حاولوا بكل الوسائل أن يثيروا الغضب ومارسوا كل التصرفات التي تستدعيه؛ فلم يطلبوا منا المشاركة في عمل اللجان التي كلفت بالتحضير لمؤتمر الحزب ولم يستعلموا عن رغبتنا مشاركة اللجان في ذلك العمل، وعينوا قرابة خمسمائة شخص في مناصب قيادية في حزب كنا أول من دعى إلى تأميمه لتتم عملية تجاوزنا إن لم أقل إقصائنا، وباختصار شديد لم يألوا جهدا لاستفزازنا بكل الوسائل التي تصوروا أنها ستجعلنا نعترض في وقت دقيق! لكنهم لم يدركوا أن علاقتنا بهذا المشروع السياسي الطموح وانشغالنا بضرورة تجاوز هذه المرحلة والعبور إلى الانتظارات الوطنية الكبرى والنفاذ إلى الفضاءات الرحبة التي فتحتها "تعهداتي" جعلنا نعتبر الإبعاد إشاركا والإقصاء عناية والتهميش اهتماما وهو ما جعل محاولاتهم ترتطم بهذا الجدار الصلب لتزيدنا تمسكا بالمشروع الذي نجزم أن علاقته بالوطن وأهله أهم من كل المزايا الشخصية مادية كانت أو معنوية، لأننا نؤمن بأن نجاح هذا المشروع الانفتاحي في حد ذاته يعد حضورا.
هنيئا لكل الذين تم تشريفهم بالعضوية في الهيئات القيادية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فنيلهم لرضى الهيئات القاعدية في الحزب ودعم رفاقهم في الأحزاب و التشكيلات السياسية الأخرى من تيارات ومبادرات يؤكد أهليتهم لمسايرة الالتزامات الكبرى التي يجري العمل على تحقيقها.
إن خروجنا بهذا الهدوء وهذه السهولة وفي هذا الوقت القياسي بهذه النتائج الباذخة التي حملت انتصارا كبيرا تم بموجبه فرز هيئة قيادية نالت رضى أزيد من ألفي مؤتمر توافدوا من كل حدب وصوب ليعلنوا وقوفهم مع مرجعية هذا الحزب ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لهو أبرز رسالة حملها يومي المؤتمر بشكل واضح، وهي رسالة جديرة بأن تنسي الوعثاء وكل أنواع التهميس التي صنعتها بعض الظروف أرجو أن يكون لضيق الوقت الدور الأساسي في بنائها وبلورتها وأن لا يكون بيننا من يضيق ذرعا بحملة هذا المشروع، كما أتمنى أن تنصب جهود كل الاتحاديين مستقبلا على تبليغ وشرح الخطاب السياسي المتميز الذي أجازه المؤتمرون يوم أمس، وأن نقلب جميعا صفحات الإقصاء والتهميش، كما طوينا بعض المسافات والمراحل بفضل حكمة رئيس أجمعنا على أنه مرجعيتنا، وأن نستلهم من طريقته التي شكلت صورة متناغمة لهذه الدرجة بعد أن كان بعضنا يجزم أن ألوانها لن تتجانس بحكم التنافر الذي يظهر عند الوهلة الأولى، لكن الإرادة والصدق ألفا الصورة بالطريقة التي أريد لها، فحيكت الألوان بنسق قارب بين كل الألوان التي تم تطريزها لتزين القضية الوطنية.
محمد ولد سيدي عبد الله.