يبدو أن تناول موضوع تواصل وقضية الصحراء اتسع على نحو لا يترك لمن له رأي في القضية أو معرفة بها خيارا في الإسهام في هذا التداول
1 - فيما يتعلق بما كان يقع في تواصل والذي أحيل له وتساءل البعض عنه وفي شأنه ، كنا نستقبل الوفود الصحراوية وكنا نشرح لهم موقف تواصل الذي يرتكز على خيار الحياد الإيجابي الذي يعني الاستعداد للإسهام في حل المشكلة بالدفع للتوافق بين أطراف النزاع وأننا في موريتانيا ومنها تواصل بعد أن خرجت بلادنا من هذا النزاع يحرجنا وقد يظلمنا من يطلب منا الإنحياز لطرف على حساب آخر، ويترتب على ذلك الاعتذار عن حضور مؤتمرات البوليزاريو وهو نفس الاعتذار الذي واجهنا ونواجه به أي دعوة مغربية لنشاط أو فعالية حول قضية الصحراء، هذا عما كان يحدث أما الآن فمرجع الحديث قيادة الحزب الحالية والناطقون باسمه.
2 - في ساحتنا الوطنية هناك من يقف صراحة مع جبهة البوليزاريو والجمهورية الصحراوية - والمعاني التحررية أكثر حضورا عند هؤلاء - وهناك من يؤيد ضم الصحراء للمغرب ويعتبر الأمر وحدة ترابية للمملكة المغربية - والمعاني الوحدوية أكثر حضورا عند هؤلاء - وهناك من يقف على الحياد ويعتبر خروج موريتانيا من النزاع إيذانا برؤية تقوم على الوساطة ودعم التوصل إلى تسوية للنزاع لا على الانحياز ودعم طرف ضد آخر ، وانزياح أهل الحياد يمينا أو يسارا سهل فليحذروا.
3 - لم يكن من المناسب إصدار نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي لتصريح حول سلوك لحزب آخر في بلد آخر ولم يكن مناسبا بعض ما ورد فيه، ومع ذلك يبدو لي أن العلاقات بين الشعبين الموريتاني والمغربي وبين حزب العدالة والتنمية وحزب تواصل أهم وأعمق من هذه الأحداث والتصريحات العابرة.
4 - يبدو لي البعض لا ينتبه لتماسك مقاربته وهو يتحدث عن هذه الحالة أو تلك من حالات تعدد الكيانات أو اندماجها فيغلب بعد التحرر هنا ويغلب بعد الوحدة والإندماج هناك وأحيانا يكون الأمر في حالتين متشابهتين من حيث الجغرافيا والتاريخ والأبعاد العرقية والاجتماعية فالحجة ونقيض الحجة خطر على تماسك الأفكار ووجاهة الاختيارات.