افتتاحية الثلاثاء 05/11/2019
( رفض القمع )
القمع الوحشي المتواصل للطلاب يوذن بدخول البلاد المبكر في نفق اكثر إظلاما من الذي كنّا نبحث عن ضوء في اخره ولانجده منذ سنوات طوال.. وهو الى جانب ذلك استمرار لوضعنا السابق المؤلم الذي جعل حالنا كحال سفينة اضاعت وجهتها في غياهب اليم وظلت متروكة لحركة المد والجزر بلا خطة ولا روية للمستقبل تواجه تحديات الابحار وخطر الموج والعواصف وقراصنة البحر دون ان يكون لربابنتها غير انتظار ان تحل المشاكل نفسها بنفسها.
أزمة الطلاب أزمة اخلاق ومصداقية للدولة والسلطة وهما يواجهان بالجلد والسحل الليلي واليومي يافعين تظاهروا سلميا للسماح لهم بحق - مجرد حق- القراءة والتكوين بعد ان اجتازوا امتحان الثانوية العامة ضمن نسبة 08٪ هي فقط نسبة الناجحين على عموم ترابنا الوطني،
فما معنى الديمقراطية وضمان الحريات العامة اذا لم يعط الحق للارقاء والارقاء السابقين والفقراء ان يصرخوا، والمهمشين ان يسمعوا العالم رفضهم.. ان يسمعوا اصواتهم للمسؤول عن معاناتهم وحق المطلومين ان يتظاهروا، ويحتجوا احتجاجا سلميا لا يمس بثوابت الدولة ولا بكيان المجتمع وسلمه الأهلي...
فإذا كان هناك رصيد سياسي افتراضي او مؤمّل للسلطة الجديدة فقد أخذت هذه الازمة تنسفه، تقضم أطرافه وتقول على لسان هذه السلطة نفسها م ان لا شيئ لديها غير المعالجة الأمنية وان ذخيرتها من المعالجة السياسية والعقلية للازمات معدومة، وان قدرتها على فتح ورشات التغيير مع الباحثين عنه يسدها معسكر الصقور الذين يصرون على اليات الماضي وفرض حقائقهم الخاصة البعيدة من حقائق الواقع والمنطق والعقل.. هولاء الذين لا أوراق رابحة لهم سوى زيادة التوتر وخلق مزيد من بؤر التأزيم في مناخ أزمة معمم في جوهره ويحتاج من عقلاء البلد ان يبحثوا له عن حلول وليس عن مزيد من الكوارث ومشاهد القمع والعنف، ولا بداية لهذا الطريق الاخير غير حل عاجل لتسجيل الطلاب وتوفير لهم ما يكفله قانون بلدهم وأعراف مجتمعهم ومجتمعات الكون قاطبة