خلال يومين فقط غيّر «حزب الاتحاد من أجل الجمهورية» الصوّر المثبتة على واجهة مقره الجديد وعند مدخله عدة مرات؛ ففي البداية كانت ثمة صورتان كبيرتان للرئيس محمد ولد عبدالعزيز، ثم تم نزع واحدة منهما لتصبح مكانَها أخرى للرئيس محمد ولد الغزواني (بعد أن تذكروه أخيراً)، واليوم تذكروه أكثر من ذلك ووضعوا له صورتين اثنتين إضافيتين على الواجهة، لكن على مستوى منخفض جداً وقريب من الأرض.
إن هذا الارتباك والتردد ليس أكثر من كونه انعكاساً لحالة أخرى من الارتباك والتردد داخل «الحزب» نفسه بالدرجة الأولى، وربما أيضاً داخل الدوائر التي ما يزال «الحزب» يحاول استطلاع توجهاتها حياله بالخصوص ومعرفة ما في نيتها أن تفعل به مستقبلا. وتبقى الحيرة سيدة الموقف ودليل التائهين في مرحلة لا تكاد تملك حتى قرار تلمس طريقها وسط ضباب مخيم، إلا من خلال لعبة تحريك وتبديل الصور، على ما يعتريها هي الأخرى من خوف وتردد!
وحين يمارس المشرفون على «الاتحاد من أجل الجمهورية»، وقد تناسوا أنه لا وجود لحزب بهذا الاسم وأنهم مشرفون ماليون وليسوا قادة سياسيين، لعبتَهم الجديدة في طريق بلا ملامح ولا معالم، نتذكر حكاية بدوية قديمة تتحدث عن رجل «شجاع» لكنه يخاف ظِلَّه، شاهد في ليلة مقمرة «لخيال» الذي كان الرعاة يضعونه لإخافة الذئاب ولإبعادها عن الأغنام، فأطلق ساقيه للريح هرباً منه، وكان يواصل عدْوه السريع ثم يقول: «نعرف انك اخيال يغير ماني لاهي انديرك اف ظهري».
لعبة تبديل الصور أيضاً تعكس شيئاً شبيهاً بحالة «شجاعنا» القديم، وهي لعبة تخلو من متعة اللعب بقدرما يعتورها من شقاء التمزق بين مرحلتين لا يبدو من أفق للانتقال بينهما، مما يضع أشخاصاً مثل المشرفين على «الاتحاد من أجل الجمهورية» في موقف كالذي وضعهم فيه مقره الجديد!
من صفحة : Mohed Elmona