لكل أمة، في تاريخها لحظات مفصلية، تستأنف فيها مسيرتها الحافلة على قواعد جديدة تناسب المرحلة، وتجسر الماضي بالمستقبل في تناغم يجبر الانكسارات ويحقق وحدة تصور قادرة على تنفيذ مشروع اجتماعي تذوب فيه الفوارق وتنجز فيه العدالة. وأمتنا اليوم نحسبها في إحدى هذه اللحظات من تاريخها المجيد، تنفض الغبار عن ماضيها التليد لتصنع مستقبلا يصلها به دون أن يشدها إليها. في هذه اللحظة التاريخية نعيد التفكير في الأسس التي ينبغي أن تقام عليها تنمية شاملة تحذف منها أشكال الفقر الهندسية، ومعالمه العمرانية، وهجراته الموسمية إلى المدن الكبرى يطوقها بأحزمة الفقر الشبيهة حد التطابق بالأحزمة الناسفة.