- مقدمة :
- أدت النزاعات المسلحة في بعض دول الجوار والصراعات الداخلية إلى انتشار ظاهرة تجارة وتهريب السلاح بصورة أصبحت مهددة للأمن القومي واستقراره وحافزاً للاعتداءات الخارجية والتي تهدد استقرار المجتمعات الإنسانية .
- تعتبر ظاهرة تجارة وتهريب السلاح من أخطر الظواهر السالبة في العالم ومن ضمن أكبر المهددات الأمنية خاصة في الدول الساحلية بسبب موقعها الجغرافي المتاخم للمسطحات المائية التي تشهد عمليات تهريب السلاح عبرها وعبر الحدود في الدول التي تشهد صراعا وحروبا أهلية و هذه التجارة لها تاريخ قديم في إفريقيا وشرق إفريقيا وهي تمثل تراث وعادات بعض القبائل في دول قارة إفريقيا .
- تدار عمليات تجارة وتهريب السلاح عبر شبكات منظمة ومحترفة وهي شبكات عالمية وتضم عناصر من كافة أنحاء العالم .
- مصادر السلاح :
- شبكات الجريمة المنظمة العالمية التي تعمل في مجال تجارة وتهريب السلاح .
- عناصر الحركات المسلحة المتمردة الإرهابية في مناطق النزاعات في أفريقيا واستغلالهم لتجارة وتهريب السلاح لتمويل أنشطتهم العدائية .
- الحركات الدارفورية المسلحة المتمردة .
- الحدود مع دولة جنوب السودان ودولة ليبيا .
- ما يسمى بالجيش الشعبي لتحرير السودان – قطاع الشمال .
- عبر البحر الأحمر والحدود مع دولة اريتريا .
- مهربي السلاح عبر الحدود و بعض قبائل التداخل الحدودي .
- مخلفات الأسلحة من الحروب الأهلية في القارة الإفريقية .
- العوامل التي ساهمت على انتشار الأسلحة في إفريقيا :
- الإنقلابات العسكرية وعدم الإستقرار السياسي في بعض الدول الأفريقية .
- الخلافات بين دول الجوار حول الحدود الجغرافية .
- الفقر وضعف مستوى الدخل والظروف الإقتصادية مقارنة مع العائد المادي الكبير لتجارة الأسلحة .
- بعض القبائل الحدودية التي تمتهن التهريب عبر الحدود خاصة القبائل المشتركة بين الدول .
- العوامل المساهمة في انتشار الأسلحة بالسودان :
- الحروب والنزاعات المسلحة في بعض دول الجوار .
- نشاط الحركات الدارفورية المتمردة في أعمال الارتزاق وتجارة وتهريب السلاح بدولة جنوب السودان ودولة ليبيا .
- نشاط ما يسمى بالجيش الشعبي في حرب الوكالة بدولة جنوب السودان .
- الانفلات الأمني بدولة جنوب السودان ودولة ليبيا .
- أتساع الحدود مع دول الجوار والتداخل القبلي على الحدود .
- العمليات العسكرية في ليبيا وإفريقيا الوسطى وانتشار السلاح بهذه الدول .
- الأرباح المادية الكبيرة في تجارة وتهريب السلاح وتنامي التجارة بين الحدود الدولية .
- الاضطرابات الداخلية ووعورة الطرق في المحيط الاقليمي ساعد على انتشار عمليات التهريب عبر البر والبحر (مصر – ليبيا – دولة جنوب السودان – أثيوبيا – اريتريا – الصومال – اليمن) .
- منافذ تجارة وتهريب السلاح :
- سواحل البحر الأحمر والتي تشتهر بكثرة الخلجان والمداخل المائية والجزر والشعب والتي تمثل مرسى سهل للقوارب فهي :
- مرسى الشيخ إبراهيم جنوب سواكن .
- مرسى اشت شمال طوكر .
- مرسى كلوتيب جنوب طوكر
- مرسى شقاب شمال بورتسودان جنوب أوسيف .
- الحدود الشرقية مع أثيوبيا واريتريا وصعوبة المراقبة بسبب تضاريس المنطقة .
- الحدود مع دولة جنوب السودان وتواجد الحركات المتمردة السودانية التي تتحرك بين الدولتين .
- الطرق الشمالية الشرقية للحدود مع مصر وتبادل تجارة وتهريب السلاح بين القبائل المتداخلة لمصر والسودان :
- طريق حلفا الصباغ معبر أبو جراء فلى .
- طريق حلفا القلعة ومياط الوديان البهوقي الحجر والفضل السكيرانه .
- طريق الشرق ... العبيدية – شلاتين .
- الحدود الصحراوية الواسعة مع ليبيا .
- مسار تهريب السلاح من اليمن :
- عبر البحر الأحمر إلى مصوع ومنها إلى غرب اريتريا ومنطقة علي قدر .
- منطقة علي قدر تعتبر الحدود السودانية الاريترية في المنطقة الواقعة ما بين القرقف أبو قمل مروراً بالغرب من كسلا .
- مصادر تمويل تجارة وتهريب السلاح :
- معظم العمليات في مجال تجارة وتهريب السلاح يتم تمويلها عن طريق عصابات الجريمة المنظمة وهذه العمليات مرتبطة مع بعضها البعض من حيث الشبكات العالمية العاملة في هذا المجال وهدفها من هذه العمليات .
- هنالك جانب آخر للتمويل عن طريق بعض أجهزة المخابرات التي لها مصالح من انتشار السلاح وتهريبه وهي تقوم بتمويل عصابات جلب السلاح لبعض الحكومات والجماعات المتمردة في القارة .
- المهددات الأمنية المترتبة علي ظاهرة انتشار تجارة وتهريب السلاح :
- تهديد السلم والأمن الإقليمي .
- تصاعد عمليات الجريمة المنظمة .
- تشجيع العمليات الإرهابية .
- تنشيط عمليات النهب المسلح في الإقليم .
- تفشي الصراعات والعنف المسلح في المنطقة .
- التأثير السلبي على الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بالمنطقة .
- تحويل العنف الاجتماعي إلى صراع مسلح .
- تكوين المليشيات والحركات المتمردة الإرهابية وانتشارها بالمنطقة الأفريقية
- الناشطين في مجال تجارة وتهريب السلاح :
- عصابات تهريب السلاح .
- عناصر الحركات الدارفورية المتمردة (حركة العدل والمساواة – حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور – حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي – ما يسمى بالجيش الشعبي قطاع الشمال ) .
- قبائل التداخل الحدودي .
- الوسائل والطرق لمكافحة تجارة وتهريب السلاح :
- ضرورة عقد اتفاقيات تعاون إقليمية من شأنها مكافحة تجارة وتهريب السلاح عبر الحدود .
- المساهمة في محاربة الحركات المتمردة والسالبة في القارة .
- إنتشار القوات المشتركة بين دول القارة لمراقبة الحدود .
- اختراق شبكات التهريب الكبيرة والتي تقوم بإدخال السلاح إلى دول القارة .
- تفعيل الدور الدبلوماسي والبروتوكولات المشتركة لقفل منافذ تجارة وتهريب السلاح
- السيطرة على مصادر تمويل السلاح وتجفيفها وجمع المعلومات للكشف عن أموال تجارة وتهريب السلاح .
- التعاون والتنسيق لرصد العاملين في تجارة وتهريب السلاح وتشديد العقوبات عبر السلطات القضائية .
- التعاون الإقليمي في استهداف الحركات المرتزقة المتورطة في عمليات تجارة وتهريب السلاح :
- حركة العدل والمساواة .
- حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور .
- حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي .
- ما يسمى بالجيش الشعبي قطاع الشمال .
- التعاون الإقليمي في استهداف نشاط العصابات العاملة في تجارة وتهريب السلاح .
- تنشيط عمليات التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة في الإقليم.
- نشر القوات المشتركة عبر الحدود .
- العمل على إنهاء حالة الصراع الموجودة في ليبيا .
- العمل على إنهاء حالة انهيار الدولة في دولة جنوب السودان .
- مجهودات جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في المكافحة :
- تعامل جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني مع هذه الظاهرة بكل جدية للحد والقضاء عليها حيث قام بالأتي :
- دارسة ظاهرة تجارة وتهريب السلاح وأسباب رواجها .
- جمع المعلومات الكافية حول العناصر العاملة بها .
- تكوين لجان أمنية لرصد حركة تجارة السلاح من مناطق النزاعات .
- تكوين لجان قانونية خاصة بالتحري والتحقيق في بلاغات تجارة وتهريب السلاح .
- تكوين محكمة خاصة لبلاغات تجارة وتهريب السلاح عبر السلطات القضائية .
- عقد ورش عمل ومؤتمرات أمنية خاصة لمكافحة تجارة وتهريب السلاح .
- العمل على تجفيف مصادر تمويل ووسائل نقل تجارة وتهريب السلاح .
- العمليات الأمنية التي قام بها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في مواجهة المتورطين في عمليات تجارة وتهريب السلاح تجاوزت الثلاثمائة عملية أمنية خلال الفترة من 2012م-2017م .. وفيها تم استخدام الطائرات والعربات ذات الدفع الرباعي والقوارب في عمليات المكافحة .. وبجانب ايقاف المتهمين أسفرت العمليات عن حصيلة من المقبوضات تمثلت في كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة (بنادق كلاشنكوف، قواذف أر بيجي، رشاش قرنوف، وكميات مختلفة من الذخائر).
- وقد احيلت هذه العمليات الأمنية (ما يزيد على 300 عملية )-إلي قضايا جنائية شرطية حيث تم فتح (246) بلاغ رسمي باشرت فيه الشرطة التحري تحت إشراف النيابة العدلية وتم الفصل في (186) منها بأحكام قضائية افضت لعقوبات رادعة كان أقلها السجن لمدة خمس سنوات ووصل بعضها للسجن المؤبد وكان لهذه الإجراءات الأثر الواضح والفعال في تراجع عمليات تهريب وتجارة السلاح في البلاد.
- الخاتمة :
استمرار عمل ونشاط الحركات السالبة في إفريقيا ونشاط الحركات الدارفورية المتمردة في السودان والتي تقوم بأعمال المرتزقة والحرب بالوكالة وارتكاب الجرائم الإرهابية المنظمة في كل دول الإقليم سيلقى بظلاله على الأمن والاستقرار في المنطقة ويفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية في المحيط الإقليمي مما يتطلب تضافر الجهود والتعاون والتنسيق وتكامل الأدوار لمحاربتها والحد من نشاطها سيما وقد خلقت هذه الحركات بيئة إجرامية للعصابات الدولية والإقليمية وشكلت لها الحماية لممارسة نشاطها بكل يسر وسهولة خاصة تلك العصابات التي تعمل في تجارة وتهريب السلاح .