أطلق بيت الشعر - نواكشوط مساء أمس (الجمعة) دورته الأدبية التكوينية الرابعة لفائدة عشرات الشعراء والكتاب الشباب، وذلك بمقر البيت في العاصمة نواكشوط. وتستمر هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "فنيات الكتابة الإبداعية" ثلاثة أيام يلقي فيها أساتذة مختصون عروضا تطبيقية في فنون "الكتابة الإبداعية"، وذلك بهدف تأطير المواهب الشابة، وتمكينها من الخبرة اللازمة لامتلاك مهارات الكتابة الإبداعية. وأشرف الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط على انطلاقة هذه الدورة، وفي كلمة له بالمناسبة أعرب عن تقديره للشعراء والكتاب المشاركين، والذين قدم بعضهم من داخل البلاد للمشاركة في هذه الدورة. واستعرض ولد السيد المحاور الرئيسية التي تخصص لها الدورة التكوينية هذا العام، مبينا أهمية امتلاك الشباب لأدوات الكتابة الإبداعية، وذلك عبر تأطير علمي تطرق لأشكال الإبداع المكتوب والمنطوق والمرسوم، وأورد شواهد على طريقة تحويل الجهد/ العمل إلى جهد إبداعي وعامل مؤثر شديد الفاعلية في النفس البشرية. كما أوضح أن بيت الشعر اختار مؤطرين يتمتعون بالكفاءة والخبرة العلمية الميدانية ومبدعين لهم تجاربهم المعتبرة، كل في مجال اختصاصه. مفصحا عن استعداد البيت لكل ما يخدم الشعراء، وخاصة الشعراء الشباب الذين هم أمل التجارب الشعرية ومستقبل العمل الإبداعي الذي لا غنى عنه للبشرية التواقة إلى رقي الفكر والوعي. بعد ذلك، تناول الروائي الصحفي/ الربيع ولد إدومُ، الفائز بجوائز دولية وموريتانية، الكلام وقدم عروضا تطبيقية وتفاعلية تحت عنوان "الكتابة الإبداعية في الصحافة"، مشيرا في بدايتها إلى أن هذا المصطلح يوحي إلى نوع من تقديم الجديد المبهم فيما هو قديم متعارف عليه، والجديد هنا هو الصحافة، لأنها ممارسة حديثة جدا بالمقارنة مع الكتابة الإبداعية. وقال ولد إدومُ: إن الفهم العام للكتابة الإبداعية قد يعطي صورة عن القواعد والتشكيلات الإبداعية في مجال الكتابة أو حتى أنواع الكتابة من شعر ورواية وقصة، وإن هذا منفصل عن الصحافة التي هي نقل للأخبار في ظروف سريعة تطبع حياة الناس. لكن الحديث عن الكتابة الإبداعية، يضيف ولد إدومو، في الصحافة يحيلنا ضرورة للحديث عن الصحافة كعلم وكفن، وعن الإبداع كطبيعة بشرية تمثلت في عدد كبير من الفنون.. وبناء عليه فإن محاولة رصد "فنيات الكتابة الإبداعية في الصحافة" يتضمن تعزيز دور الإبداع في الكتابة الصحفية". وقال "كما يحيلنا هذا النقاش إلى تسليط الضوء على نماذج في الصحافة الموريتانية حديثة النشأة، والصحافة العربية والعالمية". واعتبر ولد إدومو أن تقديم ورقة حول فنيات الكتابة الإبداعية في الصحافة قد يكون بداية جيدة لخلق تصورات لتدريبات مستقبلية للكتاب المبتدئين والشعراء والأجيال الجديدة من المبدعين في عدة مجالات وفرصة لفهم طرق حديثة لاستخدام الإبداع الأدبي في الكتابة الصحفية". وأكد أن هذا النمط من التدريبات قد يمنح الكتاب الشباب والشعراء فرصة لتقريب مواهبهم من عالم الصحافة، وهو ما سيساهم في تعويض النقص الكبير في الإبداع الذي تعاني منه نصوص الصحافة الموريتانية، كما يسمح أيضا للصحافة بمزيد من الكتابة الإبداعية التي تكسر روتين التركيز على الأخبار الدقيقة وتغييب القصص الصحفية والمقالات القصصية". هذا، وأشفع العرض التأطيري بالتفاعل مع المستفيدين من الدورة وبالرد على مداخلات عشرات المشاركين، الذين كشفت استفساراتهم عن أهمية هذه الدورات التأهيلية وما تتيحه من اكتساب الخبرات والتجارب، فضلا عن التواصل بين أجيال الكتابة بمختلف هواياتهم وتخصصاتهم.