عن الوافدين الجدد 1 / محمد ولد سيدي عبد الله

سبت, 11/05/2019 - 21:12

تشهد الكيانات السياسية في كل بلدان العالم موجات إقبال وردات إدبار في مشهد شبيه بظاهرتي المد والجزر، ويعد ذلك الفعل مادة مكتوبة بحروف بارزة في قواميس أهل السياسة وكل الأدوات  التي يعودون إليها لفهم المفردات والمصطلحات التي تستدعي الرجوع إلى المصادر، لأنه ليس لهجة دخيلة ولا صوتا غريبا.
إن أقرب القرائن - إلى أذهاننا - بين الحياة البحرية العجيبة والحياة السياسية المعقدة هو التّغير والخضوع للظروف المناخية الخارجة على نفوذ إرادة أمواج البحر المتلاطمة، و المسارات العمودية للمفاهيم السياسة.
السياسة من هذا المنظور فلسفة عميقة عمق البحار، يأمن السابحون في أعماقها ويزيغ المارون بسواحلها، لأنها نسق اجتماعي مؤسس على مهارات خاصة تعتمد التأويل من منطق أخلاقي يشيع الفضيلة ويتعامل مع كل البيادق التي تتحرك في ميدان العملية السياسية على أنها قطع مصممة لغاية حقن الدماء وترويض الأذهان.
أعتقد أن تفاوت مستويات الفهم والإدارك وغموض بعض الغايات هي التي جعلت الناس يختلفون حول كثير من مسائلهم، وهو الذي جعل العقائد والملل تتعدد في محيط الدين الواحد وفضاء المذهب الواحد.
لقد أسس الإسلام للدعوة بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، وأي مقاربة سياسية لا تركن إلى هذا المبدأ ستلقى جدارا صلبا يمنعها من الوصول إلى قلوب الناس...
لقد دعا الرسول أن يعز الله الإسلام بأحد العمرين، وكانت الأيام التي أسلم فيها صناديد قريش وأعلام رجال الجاهلية تواريخا مميزة في سجل يوميات الإسلام، كما حملت المعاملات مع الأسرى والعابرين التي أقرها الإسلام بعدا تربويا يقرب ولا ينفر يبني ولا يهدم...
إن الاستئاس بأيام الإسلام في مجال السياسة والدعوة يفرض استحضار الأحداث المشهودة واستنباط الدلالات العميقة لدين ينتشر بطريقة تستهوي الأفئدة وتجذب النفوس، على العكس من الحملات الدينية ذات الطابع العسكري التي خاضتها الإمبراطورية البيزنطية للاستيلاء على القدس وكل الأراضي المقدسة.
قد يعتقد بعض المارين بهذه السطور أني أعالج الموضوع من منطق منفر يعد الوافدين الجدد من خارج الملة، وهو اعتقاد خاطئ، فمبدأ الأحروية هو الذي جعلني أستحضر بعض الأحداث المرتبطة بذلك الكرير...

محمد ولد سيدي عبد الله

تصفح أيضا...