صباح اليوم سيحل ولد الغزواني ضيفًا على قرية العلم والعلماء (النباغية) ليشارك ساكنة قرى (لعگل)فرحتهم بفك العزلة..
من نواكشوط، ساعة ونصف الساعة توصلك للنباغيه بأي سيارة عادية. وساعتان ونصف الساعة توصلك اليوم إلى أبعد قرى لعگل وأكثرها وعورة طريق، برباعية الدفع..
يسمونها طريق النباغيه، لأنها مركز الإشعاع العلمي في قرى كلها بيوت علم ، لكنها في الحقيقة طريق الرمز  طيّب الذِكْر، المرحوم محمد المختار ولد ابّاه، الذي لم يطلب من الدولة في حياته غير تعبيد هذا الطريق، ولم يغادر قبل الاطمئنان على انطلاقة الأشغال فيها..

كان تقدير ولد الغزواني للقرية الوادعة جليًا قبل وصوله لكرسي الرئاسة، وكان التقدير كاملًا بتكريمه لمحمد المختار ولد اباه، في أول محفل لجائزة شنقيط في عهد ولد الغزواني..
عناية مقدرة من الكل، لكنها مُقدرة أكثر من ساكنة النباغية التي لا تنسى للحكومة انشغالها بموجة العطش التي ضربتهم، حين تحركت كل الجهات المعنية، وعلى وجه الاستعجال لإيجاد الحل الناجع لها..

الأكيد أن رئيس الجمهورية، وهو شيخ من الغُظف، لم يأت إلى النباغية اليوم ليطلب "لحجاب" من علاّمة العصر أباه ولد عبد الله ، لأن أبّاه ليس من العلماء "الحجابة" لكنه رجل صالح ومظنة لاستجابة الدعاء بالفعل..والأكيد أنه سيدعو لرئيس الجمهورية على هذا النحو: أصلح الله بك حال الرعية ، وسدد خطاك، والهمك البطانة الصالحة "..والأكيد أيضًا أنه دعا له من قبل عن ظهر غيب..
كل من التقيتهم هنا يقدرون كثيرا هذا الطريق، حتى السفير محمد فال ولد أحمد ، الذي يميل في حديثه إلى أسلوب"أهل التاگيلالت" خرج عن المألوف من لغته وخاطبني شخصيًا قائلًا: انتوم بعد اللي تكتبو أكتبو عن نحن ما اتلينا انگدو انخلصو لولد الغزواني ذللي عدل لنا"..

لم أقل له إن ذلك كثيرُ من كلام (أهل التاگيلات) لكنه كثير فعلًا من كلامهم..

عبد الله اتفغ المختار