حزب الصواب يصف قطع العلاقات بين الجزائر و المغرب بالنكسة الجديدة

أربعاء, 25/08/2021 - 10:02

حزب الصواب / افتتاحية الاربعاء 
25/08/2021
(نكسة جديدة) 

اعلنت وزارة الخارجية الجزائرية يوم أمس الاثنين 24/08/2021 قطع علاقات بلدها الدبلوماسية مع شقيقتها وجارتها الغربية،  المملكة المغربية، ومعلوم ما يمثله قطع العلاقات الدبلوماسية من وجه كالح  للعلاقات الدولية عموما  وما يعنيه خصوصا  بين الاشقاء المغاربة والجزائريين من جراح تُقَيح  أخرى قبلها وتواصل تدمير نسيج شعب واحد مزقته سايس بيكو في دولتين،  لكن يصعب فهم أن تشكل أي منهما خطورة على مصالح الأخرى أو أمنها أو سيادتها بالمفهوم الاستراتيجي الواسع الذي يستدعي هذا السلوك .
هي نكسة جديدة تجعل كل المغاربيين والعرب يرفعون اكف الضراعة الا تكون مقدمة لما هو أبعد منها وتَكرّر شؤمه عُلمت عواقبه الوخيمة عِلم اليقين على أمن واستقرار خريطتنا العربية في عقود وسنوات ماضية وما زالت تبعاتها النازفة تثخن جسد العرب والمسلمين وتكاد تنسيهم آلام نكسات خصمهم الفعلي الكيان الصهيوني التي بدأت منذ زرعه في النكبة بالقوة 1948حتى نكسة الخامس من حزيران 1967 .
منذ استقلال المغرب 02 مارس 1956  واستقلال الجزائر 05 يوليو 1962، حكمت علاقات البلدين الشقيقين المتجاورين هذه الروح  الصراعية المستعصية وعقيدة مستحكمة سممت أجواء السياسة العربية والافريقية ونسجت حولها المراهنات الاقليمية والعربية والدولية. 
ومنذ نهاية مأساة حرب الرمال 1966 لم تستطع شهرة الفاعلية الدبلوماسية المعروفة عن الجزائر الوصول بها الى حقل العلاقات مع اشقائها وجيرانها في المغرب كما لم تستطع المملكة الشريفة ان توظف مخزونها التاريخي والروحي الهائل من القوة الناعمة في استثمار جذاب  داخل منطقة تزخر بالثروة والجغرافيا الفسيحة ممتدة من واد النيل شمالا وشرقا الى ضفاف نهر السينغال جنوبا وغربا.. تجعل المغرب قلبها النابض في مواجهة التكتلات الدولية المتنامية وبناء صرح الشمال الإفريقي القوي وأدواته ومصالحه المشتركة في مواجهة الاوربيين الذين لم يضيعوا فرصة لاظهار تضامنهم الفاضح  على ظلم جيرانهم الجنوبيين واستفزازهم كما وقع قبل اسابيع  في ازمة المغرب مع اسبانيا .. 
للاسف لا يقدم حاضر أنظمتنا الرسمي الا ما هو مأساوي في جوهره و نقيض لتطلعاتنا. 
كنّا نتظر فتح الحدود فقطعت العلاقات وزادت نبرة التصعيد وعدنا لفصل من التوتر هو آخر ما نحتاجه في تطلعنا لاتحاد مغاربي شكل منذ مؤتمر طنجة 1958  حلما ومطلبا وجيها ومشروعا قابلا للتحقيق .
لقد اثبت تاريخنا القومي أن الأنانية القطرية الضيقة كانت اهم المداخل في صياغة ردود الفعل الخاطئة التي بددت الطاقة وشلت الامة في معارك لا منتصر  فيها، الكل فيها مهزوم ومحطم.. الكل فيها يستنجد بخصمه وعدوه، يطلب منه مددا هو في حقيقته تمكين الخصم وزيادة مجانية لما استباحه - وهو كثير - من الثروة والسيادة...وعلى ركيزتي الاتحاد المغاربي ادراك خطر اللحظة ودقتها والتفكير الملي في علاقاتهما البينية بناءً على التقدير السليم لما يستطيع الطرف الاخر ان يتساهل فيه وحول ما يمكن ان يفرط فيه او يضعه موضوع مساومة، وفق منطق وضوابط الثوابت الاستراتيجية المعروفة لديه.

تصفح أيضا...