وفجأة توقف موكب وزير الزراعة!! / محمد _ السيد " تدوينة "

جمعة, 13/08/2021 - 12:49

كانت بشائر  فصل الخريف هذا العام تلقي بظلالها على قرية التشيليت في الحوض الغربي شرق مدينة لعيون حين تراءى للموكب في الأفق البعيد مزارعون بسطاء يعتمدون علي الزراعة المطرية و يعملون بوسائل تقليدية في حقول مسيجة بالأخشاب. 
لفت المشهد انتباه وزير الزراعة الذي يقوم بزيارة عمل واطلاع في الولايات الشرقية وأبى إلا أن يعرج على هؤلاء كاسرا البروتكول الرسمي.. ومع اقتراب الموكب منهم رويدا رويدا لم ينشغل هؤلاء بفضول التفرج على السيارات غير المعهودة في هذا المنكب النائي من أرض الوطن بل ظلوا يسابقون الزمن لتجريف التربة وتهيئتها للزراعة بآلات بدائية تجرها حمير.. توقف الموكب ونزل الوزير ليستطلع أحوالهم ويؤدي لهم تحية تقدير واعتزاز ويبلغهم رسالة دعم ومؤازرة لم يألفوها من قبل.. خاطبهم قائلا جئتكم لأنحني إجلالا وتقديرا لما تبذلونه من جهد وما تقدمونه من خدمة لوطنكم.. أعرف أنكم لا تريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا ولم تعلقوا أملا على أحد، لكنني اليوم، وأنا المعني الأول بمجال عملكم هذا، أقطع على نفسي عهدا بألا أخذلكم وألا أترككم ضحية للوعود فأنتم الأولى بدعم ومساعدة القطاع.. وأنتم تضربون أروع النماذج في الكد والإنتاجية.
عرّف المزارع الخمسيني المرأة المسنة الواقفة إلى جانبه بقوله هذه والدتي تشجعني على العمل وتساعدني في مزاولة الزراعة التي نعتمد عليها في معاشنا فقط فلا فائض منها عنه.. وهنا لم يتمالك الوزير نفسه فقد كانت لحظة بالغة التأثير.. وكانت رسالة الصمت ومغالبة الدموع هنا أصدق دلالة وأقوى تأثيرا.. رسالة تختزلها عبارة: لن نخذلكم ونحن في هذا العهد الميمون الذي يلازم فيه القول الفعل ليشعر كل مواطن بدفء الوطن وحنانه.. وكان الفعل هنا أبلغ من الكلام!

تواصل الحديث بعد لحظات صمت مؤثرة.. استفسرهم عن المشاكل المطروحة لهم وأسدى إليهم إرشادات فنية انطلاقا من خبرته كمهندس زراعي.. قبل أن يوجه أوامره لمصالح القطاع بتوفير جميع الحاجيات الضرورية من بذور وسماد وسياج وجرافات يدوية ومستلزمات زراعية أخرى في أسرع وقت ممكن.
لا أسرد لكم هذه القصة من وحي الخيال بل هي واقعية حدثت اليوم الأربعاء 11 أغسطس 2021.
كما لا أرويها تلميعا للوزير بل تشجيعا لمثل هذه اللفتة الإنسانية وأملا في أن يحذو الجميع حذوه في التواضع وفهم ما هو مطلوب من المسؤولين اتجاه وطنهم وشعبهم.

تدوينة لمحمد/ السيد

تصفح أيضا...