فتوى : التزام المواطنين بالإجراءات الإحترازية التي دعت لها السلطات واجب شرعي

جمعة, 23/07/2021 - 09:39

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وبعد فإنه من المعلوم أن حفظ النفس من آكد الكليات الخمس التي أجمعت كل الأديان على وجوب المحافظة عليها. 
ومن المعلوم ضرورة أن الشرع نهى عن كل ما يجر إلى الإضرار بالغير فقد ورد في الحديث المشهور "لا ضرر ولا ضرار" وقد كان هذا الحديث أساسا لقاعدة من قواعد أربع قيل إن كل فروع الفقه منبنية عليها، وهي "الضرر يزال" 
وتقدير الضرر في كل مجال يرجع فيه إلى خبراء ذلك المجال.
وخبراء مجال الأضرار الصحية هم الأطباء وقد أجمع هؤلاء على شدة ضرر هذا الوباء المنتشر وعلى أن ضرره لا ينجي منه مع قدرة الله تعالى إلا ما أصبح موسوما با لإجراءات الاحترازية، فالإجراءات الاحترازية إذن تعتبر أمرا مطلوبا شرعا شأنه شأن سائر المطلوبات الشرعية،  ولا ينبغي للمسلم أن يفرق بين المطلوبات الشرعية ليلا يكون ممن يمكن أن يوصف بأنه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
وعليه فإنه يجب على سائر الناس التقيد التام بالإجراءات المذكورة وإلا وقع في الإثم حتى ولو شاء الله أن يسلم من الإصابة بالوباء، بل ربما يأتي يوم القيامة وفي صحيفته قتل نفوس لا علم له بقتلها بسبب ذلك.
ومن هذه الإجراءات المسافات المقدرة بين المصلين في المساجد فتتأكد مراعاتها حتى ولو أدى ذلك إلى الصلاة خارج المساجد فمن فعل ذلك بنية الامتثال لم يغبنه المصلون داخل المساجد بإذن الله تعالى إن لم يغبنهم هو. 
ومن المتأكد كذلك مساعدة من أقامته الدولة أو الجماعة في السهر على تنفيذ الإجراءات المذكورة. 
وعلينا جميعا التذكير بهذا الموضوع دائما المرة بعد المرة فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

فضيلة العلامة الدكتور محمد الأمين أكتوشني

تصفح أيضا...