كتاب جديد حول الخط والمخطوط في بلاد شنقيط/(من جديد إصدارات وزارة الثقافة)

أحد, 27/06/2021 - 23:36

 

أصدرت وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان مؤخرا مجموعة قيمة من الكتب ومن بينها كتاب: الخط والمخطوط في بلاد شنقيط: من النشأة إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري، من تأليف الباحث والخطاط محمدن بن أحمد سالم. وهو عمل،يكاد يكون  بكرا غير مسبوق في مجاله، جديدا في موضوعه الذي لم يحظ حتى الآن بأي دراسة متخصصة، كما أنه أول توثيق لعطاء الشناقطة في مجال الخط وصناعة المخطوط، وأول مؤلف يخص الخطاطين الشناقطة بالترجمة والتعريف، ويدرس المخطوط الشنقيطي من جوانبه المختلفة، فلقد سعى العديد من الكتاب والباحثين الموريتانيين للتعريف بإسهام بلاد شنقيط في التراث الحضاري العربي الإسلامي، فأنجزوا كتبا ودراسات تناولت جوانب مختلفة من ذلك الإسهام، إلا أن مجال فن الخط وصناعة المخطوط اللذين يعدان من أهم المجالات التي أبدع فيهما الشناقطة ويمثلان جانبا مهما من عطائهم الثقافي، كان نصيبهما من جهود الباحثين شبه معدوم، فالمكتبة الموريتانية تخلو تماما من أي كتاب أو دراسة عنهما.

وقد جاء الكتاب لسد ذلك النقص، ودراسة هذاالجانب المنسي أو المغيَّب من تراث الشناقطة، للتعريف بجزء من مساهمتهم الفنية في الحضارة العربية الإسلامية، وأن يوفي أعلام هذا الفن في هذه الربوع بعض حقهم في التعريف، وينضاف إلى رصيد الدراسات المتعلقة بتاريخ الخط والمخطوط في المكتبة العربية عموما، وفي بلاد المغرب العربي خصوصا.

أما محتوى الكتاب فقد جاء في مدخل وثلاثة أبواب تندرج تحت كل منها عدة فصول.

تناول المدخل المفاهيم الأساسية للموضوع والإشكاليات التي يطرحها، وحدوده المكانية والزمنية. 

وجاء الباب الأول تحت عنوان: الثقافة العربية الإسلامية في بلاد شنقيط، دارسا السياق التاريخي والثقافي الذي نشأ في كنفه الخط والمخطوط واحتضن الخطاطين، ورصد أهم ملامح السيرورة التاريخية للثقافة الشنقيطية منذ دخول الإسلام، ومراكز تلك الثقافة، وتحولاتها، وروافدها، وبنيتها العامة.

وجاء الباب الثاني تحت عنوان: الخط العربي في بلاد شنقيط، متناولا مختلف الجوانب المتعلقة بالخط من حيث تاريخه، وهُويته، وأنواعه، وأدواته، ومحاولات الإبداع فيه، ومجالات تجويده، وتعلّمه، فضلا عن أساليبه ومدارسه، كما تطرق إلى اهتمام الشناقطة بالخط، وحضوره في مؤلفاتهم وشعرهم، واستعرض خطوطا أخرى ومجالات للخط عرفتها بلاد شنقيط، وتناول طبقات الخطاطين، وحاول تتبع أجيالهم على مدى أربعة قرون، وأورد تعريفات موجزة ونماذج لأكثر من 80 خطاطا شملت جميع أنحاء الوطن وكل مكوناته الاجتماعية، ونماذج وتراجم لنحو أربعين من مشاهير العلماء، وعرف ببعض النساء الشنقيطيات الخطاطات، واستعرض وضعية الخط فيما بعد استقلال البلاد مستعرضا تجارب بعض الخطاطين الشباب.

أما الباب الثالث فكان عنوانه: المخطوط في بلاد شنقيط، وتعرض لتاريخ المخطوط في بلاد شنقيط، وملامح المخطوط الشنقيطي المادية والببليوغرافية المتنوعة، وألوان الفن فيه، والطريقة التي كان الشناقطة يجلدون بها مخطوطاتهم ويصونونها، وهي ملامح جارى فيها المخطوط الشنقيطي المخطوط العربي عموما، لكنه تميز عنه بميزات أفرزتها طبيعة البيئة التي نشأ فيها، وأملاها الأسلوب الثقافي لمنتجيه. كما استعرض ما كانت تحظى به المخطوطات لدى الموريتانيين من مكانة، وما عانته من أخطار، وأماكن وجودها، وبعض نوادرها، واستعرض حصيلة الجهود التي تمت في سبيل جمع المخطوطات وفهرستها. 

ومن الجدير بالذكر أن الخط الشنقيطي يعيش الآن تراجعا شديدا وصناعة المخطوط تكاد تختفي، وأن الإهمال الشديد الذي لقيه خطنا الشنقيطي الأصيل، من طرف شبابنا وخطاطينا، أمر يؤسف له أشد الأسف، وإذا لم نتدارك الأمر، بالعودة إليه والاهتمام به، وإحياء رسومه، لكان مصيره الانقراض، حيث إن القلة من الخطاطين الذين ما زالوا يجيدونه، وأغلبهم شيوخ تقدم بهم العمر، إن لم نسارع إلى الاستفادة منهم، ومن تجاربهم في الخط فقدناهم وفقدناه معهم.

تصفح أيضا...