رئيس المركز الموريتاني للدفاع عن العربية : مرتاحون لفصاحة رئيس الجمهورية _ خطاب

أربعاء, 18/12/2019 - 23:35

السيد؛ وزير الثقافة والصناعة التقليدية.
السيد حاكم مقاطعة لكصر.
السيد عمدة بلدية لكصر.
السادة رؤساء الهيئات المهتمة بقضايا اللغة العربية.
السادة حماة اللسان العربي المبين. 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نحتفل باليوم العالمي للغة العربية هذا العام والفرحة العارمة تملأ نفوسنا لما يشع من أمل في التمكين لهذا اللسان ولما لاحظنا من خطوات حثيثة في سبيل إحلاله المكانة التي منحها الدستور، فقد تابعنا بكل ارتياح كل الخطابات الرسمية بشقيها المنطوق والمكتوب وكل المراسلات التي وصلت وتصل من رئاسة الجمهورية، تلك المراسلات التي شنفت الأسماع بلغة سليمة لا رطانة فيها، وتزين مكتوبها بالحرف العربي الجميل، في خطوة تحمل أكثر من دلالة، ويوم أمس وأثناء تحضيرنا لهذا النشاط طالعنا خبرا كان بإمكاننا أن نكتفيّ به وأن نعلن عن اعتباره احتفالية هذا العام فقد ودعت قاعات الترجمة بالجمعية الوطنية اللسان الأجنبي الذي ظل مادة جاثمة لا غنى عنها يترجم إليها ما كل ينتجه منتخبو الشعب من أفكار رغم عدم وجود أي مسوغ قانوني لهذا العمل ورغم أن البرلمان هو السلطة المعنية بسن النصوص والتشريعات، فهنيئا لنوابنا بهذا الإجلاء  وهذا الانتصار، أما سلطتنا القضائية فقد أدركت قبل سنوات أن فضاءاتها لا تتسع لغير لغة الدستور وأن كل العرائض والتبليغات والخبرات ترد شكلا بانتهاكها للقانون. 
إخوتي الكرام... 
إنه عندما تتفق كل السلط على أن اللغة العربية هي لسان أهل هذه الأرض وأنها تمثل واجهة هويتنا الوطنية وأنها عنصر موحد وأنها للجميع وعلى ذات المسافة منا، إنما نتفق على مصير مشترك وهو الاتفاق الذي بدأنا نلمسه واقعا؛ فلا تخلو أي لافتة من حروف لغتنا الجميلة، كما أن المُصرين على الإساءة إلى اللغة العربية من خلال رطانتهم التي يملؤون بها بعض الميادين بدؤوا يدركون مستوى الاحتقار الذي ينظر به المجتمع إليهم ويشعرون أنهم من أخطأ وأساء بعد أن كانت رطانتهم رمزا للفتوة.
إخوتي حماة اللسان العربي المبين، 
لا يخلو هذا الجو الماتع من بعض المظاهر التي تمثل أقواسا قزحية قادرة على إفساد أي طل، لأن بعض المؤسسات المهمة تصر على مخاطبة المواطنين بلغة لا صلة لها بهذه الأرض ولا صلة لهذه الأرض بتلك اللغة، وإن كانت هنالك صلة فهي الاحتلال الذي أنجب هذا المسخ الذي لا يستحق الحفاظ والتقدير الذي تظهره هذه المؤسسات من خلال علاقتها الوطيدة بلغة المحتل، وهو ما يجعلنا نجدد مطالبتنا بتغييب الحرف الأجنبي عن فضاءاتها ومراسلتنا وألا نمنحه شرف البقاء على فواتير المياه والكهرباء وأن لا يبقى الحرف الوحيد الذي يقدم به المنافسون في المناقصات عروضهم التجارية، لأن لغتنا العربية إذا لم تخرج حيز الخطاب الإنشائي لتدخل عالم المال والأعمال فإنه ستظل تتراوح مكانها الذي أخذته يوم تقرر اعتمادها لغة رسمية وهو المكان الذي نسعى جميعا إلى تحاوزه إلى محاور أخرى معززين بقدرة هذا اللسان على احتواء كل جديد وإرادة أبناء الوطن إلى سيادة لغتهم.
إخوتي جنود هذا اللسان،
أعتقد أننا لن نتمكن من صناعة جيل قادر على العطاء جدير بمواصلة الذود عن هويته العربية الإفريقية مؤمن بقضايا وطنه المشتركة ما لم يتم تقويم ما أفسدته محاولات إصلاح التعليم التي أساءت إلى اللغة العربية وعبثت بمكانة لغة يفترض أن تكون لغة تدريس المواد العلمية لما لها من قدرة على ذلك ولما تلقى من دعم بهذا الخصوص.

أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد ولد سيدي عبد الله.
رئيس المركز الموريتاني للغة

تصفح أيضا...