من أول يوم، لاحظ الصينيون من خلال الأسئلة التي أطرحها، والتعليقات التي أدلي بها أنني مختلف عن أعضاء الوفد الآخرين. وتبيّن لهم أنني من أنصار الثورة الصينية (1949)، ومطّلع على تاريخ الحزب الشيوعي الصيني اطلاعا واسعا. ومع مرور الوقت، أدركتُ أنّ أسئلتي تحرجهم حرجا كبيرا إلى درجة أنهم كانوا يتجنبون الاقتراب مني. ولاحظتُ أنهم لا يعرفون شيئا عن الموضوعات التي أسألهم عنها. لا يعرفون شيئًا عن "نورمان بيتون"، و"المقالات الثلاثة الأكثر قراءة"، و"انتفاضة فلاحي الهونان"، و"المسيرة الكبرى"، إلخ… أيقنتُ يومذاك أنني في صين جديدة لا مكان فيها لأطروحات الثورة الماوية.