تدين البشرية -بعد بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم- بالفضل العظيم لامرأتين ساهمتا في حفظ الرسالة النبوية على الوجه الذي تمّت به؛ إذ كان لإحداهما فضل رعاية الرسول الكريم وتهيئة الأسباب المعينة له على تبليغ رسالته، وكان للأخرى شرف حفظ هذه الرسالة ونقلها إلى أجيال الأمة المتعاقبة، حتى قال عنها الإمام الذهبي (ت 748هـ) في ‘سير أعلام النبلاء‘: "لا أعلم في أمة محمد (ص) -بل ولا في النساء مطلقا- امرأة أعلم منها"!! وبين هاتين الشخصيتين العظيمتين دارت رحى الإسلام وسارت ركابه في شتى مناكب الأرض.