أخاف أن يكون عزيز ترك لنا فيما ترك من مشاكل ومعضلات روح "التشنج" التي سادت في عشريته؛ فسهولة المراء والجدال والمناوشات وتنمية دواعي الخلاف على هذا الفضاء الافتراضي المعد أصلا للحوار والتفاهم أمر مقلق جدا، والحقيقة أن "التشنج المجتمعي" في المجال العام وفي الطرقات يكاد يكون هو الميزة الأبرز التي ميزت المجتمع النواكشوطي في سنواته الأخيرة، فذات مرة سأل أحد الشباب الحريصين على سمعة البلد في الخارج أحد المالزيين الهادئين جدا بطبعهم، من الذين أقاموا في نواكشوط مدة من الزمن عن انطباعه العام عن الشعب الموريتاني، فقال: أنتم شعب طيب ولكنكم متشنجون، وسائقو سياراتكم في عراك دائم مع بعضهما البعض.