احتضنت دار الشباب القديمة في نواكشوط مساء امس الاثنين حفلا ثقافيا كبيرا حضره عشرات الدكاترة والباحثين والشعراء والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي الي جانب عدد كبير من تلامذة الشيخ حماه الله وموريديه وعدد من ممثلي الزوايا الصوفية في موريتانيا وذلك لتوقيع الكتاب الجديد للدكتور محمد سالم الصوفي مدير المعهد العربي الثقافي الإفريقي في باماكو حول المقاومة الثقافية والدفاع عن اللغة العربية ونشر الإسلام في شمال أفريقيا خاصة في منطقة الساحل بمناطق أزواد في مالي وموريتانيا ودول أخرى وذلك من خلال واحد من أعلام الإسلام والجهاد والمد الصوفي في المنطقة هو الشيخ حماه الله درع الصمود الديني والثقافي والروحي في مجابهة الاستعمار الفرنسي وثقافته الوافدة.عنوان الكتاب:( الشيخ حماه الله المقاومة والنهج الفريد).
وقد توزعت فقرات الحفل الذي اشرف عليه اتحاد الادباء الموريتانينن على تنظيمه على النحو التالي:
-توزيع نسخ مجانية من الكتاب على بعض الشخصيات النوعية
-ندوة علمية حول الكتاب تناول خلالها الكلام كل من الاديب محمد ولد احمد ولد الميداح الذي تحدث عن الحفاوة التي استقبل بها اهل المذرذرة الشيخ حماه الله ومالقيه من تكريم على يد اعيانها بدءا بالامير احمد سالم ولد ابراهيم السالم الذي اوفد ابنه اعلي للسلام على الشيخ مرورا بالعلماء امثال محمد سالم ولد الما وسيدي ولد التاه وولد المحبوبي وغيرهم من علماء المنطقة وانتهاء بالحاكم الفرنسي في المذرذرة وقتها (شاربوني).
-الدكتور سيدي احمد ولد الامير والدكتور بلال ولد حمزة والدكتو راحمد ولد امبيريك اثرو ا الندوة العلمية بنقاش قيمة و محتوى الكتاب الذي ينفض الغبار عن تاريخ احدى اهم الشخصيات الصوفية في المنطقة والعالم.
ممثل اسرة اهل الشيخ حماه الله وحفيد الشيخ السيد :احمد ولد الشيخ حماه الله بدوره ثمن في كلمة خلال الندوة الكتاب الجديد معبرا عن عرفان اسرته بالجميل لسكان المذرذرة، مؤكدا انه ينحنى احتراما لهم، ويشكر لهم اكرامهم الكبير لجده الشيخ حماه الله.
اما الدكتور محمد سالم الصوفي فقد شكر الحضور معتبرا ان الحديث عن رجل الدنيا والاخرة العلامة المجاهد الشريف العلامة المجاهد الشيخ حماه الله يعد تثمينا وتمجيدا للعلم ووضوح الرؤية والجهاد والمقاومة والانفاق والثبات على الموقف فقد كان الشيخ مثالا على الرجل القوي الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، لقد شرعت في كتاب:" الشيخ حماه الله المقاومة والنهج الفريد "بعد ان قادتني الاقدار الي زاويته الميمونة في مدينة نيور تلك الزاوية التي شكلت حلقة وصل مع طفولتي عندما كنت العب واجول مع الاتراب تحت الشجرة التي كان الشيخ يتعبد ويتهجد تحتها في غور المذرذرة وهو اذ ذاك يقضى اقامة جبرية في عاصمة اكيدي في سنوات 1926- 1930 وهكذا قمت بربط ذلك الماضى بهذا الحاضر من خلال عمل بحثي متواضع حول حياة الشيخ حماه الله مبرزا نسبه الشريف ومسيرته الجهادية وطريقته الصوفية وكلما له علاقة بحياته عسى هذا العملي يثرى المكتبة الوطنية والافريقية والعربية بما ينقصها من معلومات حول هذا الصرح الشامخ.
لقد حاولت ان اتناول في هذا الكتاب كل جوانب حياة الشيخ حماه الله من قصر الصلاة ومراحل النفي والكرامات، الي المكان ورموز الحموية ورجالاتها واخالني تمكنت في هذا الكتاب على الوقوف على امور متعلقة بمسيرة الشيخ احسبها غير مسبوقة كإقصاء المحامي السنغالي "لامين كي "من رئاسة السنغال وعلاقة ذلك بدفاعه المستميت عن الشيخ حماه الله والبعد الجهادي المقاوم في تخلي الشيخ حماه الله عن شرب الشاي الذي تستورده مؤسسات وشخصيات ذات علاقة بالاستعمار الفرنسي ،ولعل الحديث في ثنايا الكتاب عن عمدة افديرك المرحوم" محمد سالم ولد بله" يمكن اعتباره سبقا مهما لأنه كان اخر موريتاني ، بل اخر رجل في منطقة الساحل والصحراء يضع يده في يد الشيخ حماه الله اثناء مروره بمدينة اطار متوجها الي الجزائر في احدى المراحل الفاصلة من غيبته الكبري التي قلت عنها في الكتاب انها خلفت جرحين غائرين احدهما في منظومة القيم الفرنسية ،والاخر في وجدان المسلمين .
اخوتي الاعزاء لاشك ان الشيخ حماه الله كان ينشد الحلية رافضا أي شكل من اشكال التبعية للاستعمار باحثا بجد عن العدل والانصاف والتعايش السلمي وفق منظور ديني معتدل، انه نهج فريد في مواجهة الاستعمار والياته العسكرية الفظة وابواق دعايته المغرضة ،اذن كتاب "الشيخ حماه الله المقاومة والنهج الفريد" ليس الا محاولة متواضعة لسد النقص وتكملة بعض الافكار وتجميع بعض المعلومات المشتتة حول هذا المجاهد مع ما يتضمنه من حث الباحثين على مواصلة الجهد للوقوف على حقيقة هذا المجاهد الفذ الذي حالت القوة الاستعمارية واذنابها دون اعطائه مايستحق من عناية والله ارجو ان اكون قد وفقت.