لَبّيــكَ.. يـــــــا بَلَدَ السُّـــــــودَانِ.. كُلُّ أبِي***يَفْدِيــكَ.. يَفْــدِيكَ كُلُّ العــــالَمِ العَرَبِي
لمَّا دَعَـــــتْـنِـي القــــوَافِي.. أنْ أدَوْزِنَها***في بَحْرِكَ العَذْبِ، والنِّيــــلَيْنِ.. لـمْ أغِبِ
حَلَّتْ أنَـايَ.. أنَا شِنْقِـيطَ.. وازْدَحَمَتْ: ***في الرُّوحِ.. مًسْتَفْعِلاتُ الحُبِّ.. تَهْتِفُ بِي
وازَّيَّنَ النخْلُ.. فــــيــــــها.. وادَّنَى رُطَبًا***وتــــــاهتِ المِئْذَنَــــاتُ.. الشُّمُّ.. للشُّهُبِ
واسْتَنْفَرَتْ-فِي دَمِي-مِلْيُونَ شاعِـــــرَها***وطَــاقةَ العِلْمِ.. في الألْــــــــوَاحِ، والكُتُبِ
واسْتحْضَرَتْ ذِكْـرَيَــــاتِ الحَجِّ.. عَابِرَةً***بَحْرَ الصَّحَــارِي.. بِفُلْكِ العَـزْمِ.. وَالدَّأَبِ
حَيْثُ التَّرَاتِــيــــــلُ.. والأشْعَـــارُ.. قافِلةً***لا زَادَ.. للـرَّكْبِ.. غيْرَ العِــلْمِ.. والأدَبِ
يَحْـدُو -بِــــها- شَوْقُ بيْتِ اللهِ.. في طرَبٍ***ودُونَ طـيْــبَةَ كــلُّ الأرْضِ لمْ تَــــــطِبِ
إذْ لَا يَرَى الرَّكْبُ- مِنْ شِنْـــــقِـيطَ- مَنْزِلَةً***تُنْسِــــيهِ مَوْطِـنَـــــه.. والأهْلَ.. بالحَدَبِ
إلا بِمَـرْفَأِ "عَيْـــــــــــذَابٍ".. إذا وَطِـئَتْ***أقْــدَامُه حَرَمَ السُّـــــــــودَانِ.. وا عَجَبِي!
ما بَيْنَ شِنْـــــقِــيطَ.. والسُّـــودَانِ.. تَوْأمَةٌ*** اثْنَانِ.. في واحِدٍ.. عَــاشَا.. مَدَى الحِقَبِ
شَعْبَانِ.. عاشَا.. يَدًا- طُــــولَ المَدَى- بِيَدٍ***وَحَـوَّلَا البُعْدَ.. قُرْبَ الـــرُّوحِ.. وَالنَّسَبِ
شَعْبَانِ- مِنْ مَنْبَعِ الأسْـــــــــرَارِ- إلْفُهُـما***شَـــابَ الزَّمــــــانُ، وذاكَ الحُبُّ لمْ يَشِبِ
تَصَوَّفَا.. في رُؤَى الإشْــــــرَاقِ.. بَيْنَهُمَا***مَــوَاثِقُ الرُّوحِ.. في مِعْـــــرَاجِهَا الذَّهَبِي
لمْ يُلْقِيَا يُوسُفًا.. في الجُبِّ.. لمْ يَجِــــــــئا***-على قَمِــــيصِ أخِــــــــيهِمْ- بالدَّمِ الكَذِبِ
شَعْبَا البَسَاطَةِ.. ذاتِ العُمْقِ.. حَيْثُ ترَى***لُطْفَ الدرَاويشِ إعْصارًا.. لدَى الغَضَبِ
شَعْبَا العَمَـــــائِمِ.. تِيجَانِ الرِّجَـالِ.. عَلَى***هَــامَـــاتِ مَنْ هُمْ بَقـــــــــايَا عِزَّةِ العَرَبِ
شَعْبَا المَـــلاحِفِ.. فوْقَ "الحُورِ".. فاتِنَةً***مهْـــمَا تَلَـفَّــعَ.. ذاكَ الحُسْــــنُ.. بالحُجْبِ
شَعْبَا البُيُـوتِ/ المَضَافَاتِ التِي انْتَصَبَتْ***للعـــــابِــرينَ.. تُلَاقِـي الضَّيْفَ.. بالطرَبِ
شَعْبَا التَّـلَاحِينِ.. في ذاتِ المَقَامِ.. علَى***عُـــــودٍ.. وطبْلٍ.. ومِزْمَــــارٍ منَ القصَبِ
شَعْبَا القَــوَافِي.. الصَّوَافِي كلَّمَا هَطَلَتْ***مِنْ عَبْقَرٍ.. سَجَدَ الشيْــــــطانُ.. منْ عَجَبِ
شَعْبَا السُّكَـارَى.. بحُبِّ الله.. كمْ عَرَجَا***لِسِدْرَةِ المُنْتَــهَى.. فِـــــــــي حُبِّ خَيْرِ نَبِي
المجْدُ للشُّـرَفَا.. مِنْ هــاهُنا.. وهُـــنـا***ولتسْقُطِ النُّخَبُ.. المَغْـــــــشُـــوشَةُ النُّخَبِ
شَعْــبَانِ.. حينَ يَثُـورَانِ.. المَدَى لَهَبٌ*** فلا سَجَـــاحٌ.. ولا.. حمَّـــــــــالَةُ الحَطَبِ
ولا مُسَيْلِمَةٌ.. يَبْقَـــى.. هُــــنُاكَ.. ولا***أبُو رِغَـــالٍ.. أبُــــو جهْلٍ.. أبُــــــــو لهب