غريب توقف بعض الإخوة عن التدوين والتعليق وكل ما له علاقة بالتواصل الاجتماعي، بحجة أنهم أصبحوا من فئة الموظفين السامين وأنه لا يليق بهم أن يظلوا أوفياء لهذا العالم الافتراضي، يحاورون رواده ويطلعون على ما يفيضون فيه...
يبدو أن الخطوة الأولى للموظف السامي - عندنا - هي الانسلاخ من مجالس الفقراء والمقتاتين على الكلمة والفكر، فغالبية أعداء هذه الفضاءات التواصلية هم الأشخاص الذين أوصلتهم هذه الفضاءات إلى المناصب التي يعتقدون أنها تمنعهم من التدوين!
الوزراء والمستشارون في كل بلدان العالم يمتلكون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يقدمون من خلالها أراءهم ويوضحون فيها توجهات حكومتهم ومقاصد القرارات التي تتخذها القيادة في بلدانهم، وليتحكموا في مسارات هذا الفضاء - الذي فرض نفسه - لئلا يتم توجيهه من طرف جهات أخرى، ولأن وفاءهم لتوجههم فرض عليهم البقاء في هذه الميادين كلما كانت هنالك ضرورة لذلك...
أعتقد أنه على الموظف السامي أن يواصل عطاءه الفكري وأن يدعم التوجهات الكبرى وأن يكون صدى لكل الإجراءات بما فيها مضامين هذه الخطب الموحدة التي تتناول مواضيع أساسية تخدم الأمة، لأن غياب إسهام هؤلاء في تنوير الرأي العام من خلال هذا الفضاء يعد مشهدا غريبا يروي قصة "البطرون" كما تُصوّرها "الدراما" الشعبية، ويكشف سرعة الانخراط في الأشكال، وسهولة الذوبان في البيئات الجديدة.