أيد مجلس النواب العراقي يوم الثلاثاء 17 أيلول – سبتمبر 2019 رفع الحصانة عن نائب ليبرالي معروف بانتقاده للفساد المستشري في مفاصل الدولة، بتهمة "تمجيد حزب البعث" رغم مواقفه المعروفة في معارضة نظام الرئيس الاسبق صدام حسين.
وأطل النائب فائق الشيخ علي رئيس تحالف "تمدن" في مقابلة مع قناة محلية منتقدا سياسيي السلطة، ووصفهم بـ"السفلة"، قائلا "ليسمعوني، إن حذاء أحمد حسن البكر أطهر منهم جميعا".
والبكر هو رابع رئيس للعراق وكان ينتمي إلى حزب البعث وحكم بين عامي 1968 و1979، الحقبة التي انتعش فيها العراق اقتصادياً.
وقارن الشيخ علي خلال المقابلة بين البكر وخلفه صدام حسين في كيفية توزيع الأراضي على المواطنين وبمساحات كبيرة، مع مسؤولي اليوم في البلاد التي تعاني نقصا شديدا في الوحدات السكنية، وارتفاعا كبيرا في أسعارها إن وجدت.
وقال نائب لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "تم رفع الحصانة بموجب طلب مقدم من الادعاء العام، إثر ثلاث دعاوى أبرزها تهمة تمجيد البعث، وأخرى لها علاقة بخلافات مع النائبة السابقة حنان الفتلاوي".
وأثارت تلك المقارنة جدلا بين العديد من النواب التابعين لأحزاب سياسية لها اليد الطولى في السلطة، معتبرين ذلك "تمجيداً لحزب البعث".
ويمنع الدستور الذي أقر في العام 2005 بعد سقوط نظام صدام حسين تمجيد البعث، ويعاقب عليه القانون بالسجن.
ويعتبر الشيخ علي نائباً مثيراً للجدل، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتهر بتغريداته التي تتضمن الكثير من التلميحات ضد سياسيين من خصومه.
واحتدمت الخلافات مؤخرا بينه وبين الفتلاوي، وتبادل الطرفان كماً هائلاً من الشتائم إثر خلافات شخصية.
وتعرض الشيخ علي لتهديدات بعدها من قبل عشيرة وأنصار الفتلاوي، الذين وصفهم بـ"ذيول" إيران.
وبعد رفع الحصانة عنه في البرلمان، أهدى الشيخ علي اغنية كويتية تراثية بعنوان "الفرحة طابت" للنواب الذين صوتوا ضده، قائلا بسخرية "هذه الأغنية التي استمعت إليها بعد تصويتكم، أهديها لكم لتستمتعوا بها كم يوم، وبعدها سأهديكم أغنية اخرى. أنتم مساكين".
وفي سياق افكار الشيخ علي، كان قرر خلال الانتخابات النيابية الماضية استمالة من يتناول الكحول للتصويت لصالحه.
قال حينها "أتوجه إلى الشرّابة في العراق، العرقجية (الذي يشربون العرق) (...) من الذي وقف معكم في مجلس النواب؟ فائق الشيخ علي. المطلوب منكم اليوم أن تقفوا معي كما وقفت معكم"