حلقة نقاشية لكتاب "الطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط" بـ"دار قوافل للنشر"

جمعة, 21/07/2017 - 03:44

التأمت، مساء أمس الخميس، في مكتبة "دار قوافل للنشر" حلقة نقاشية لكتاب "الطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط، أعلام ونصوص" للباحث الدكتور أحمدو ولد آكاه.

 

وقد نوقش الكتاب من طرف الإداري الأديب محمد فال ولد عبد اللطيف، والأستاذ الجامعي ددود ولد عبد الله، وأُفسح المجال بعد ذلك لمداخلات الحاضرين، وكان من أبرزهم الدكتور سيد أحمد ولد الأمير، ومحمد عبد الله بليل، وإبراهيم ولد أعمر كلي، وإبراهيم الدويري.

 

تحدث المؤلف في مداخلته عن منهجه في الكتاب، حيث قسمه إلى تمهيد تحدث فيه عن المهاد التاريخي والسياسي والاجتماعي للطريقة الشاذلية، قبل أن يقسمه إلى ثلاثة أبواب: تناول أحدها أهم أعلام الشاذلية، وتناول ثانيها بعض نصوصها، وحقق في الثالث كتاب "خاتمة التصوف" لمحمد اليدالي.

 

الإداري الأديب محمد فال ولد عبد اللطيف، الذي كتب تقديما للكتاب، كان أولَ المتدخلين، حيث نوه بالجهد الكبير الذي بذله الباحث في كتابه، ودلّ عليه الثّبت الكبير الذي اعتمد عليه في تأليفه.

 

وتعرض ولد عبد اللطيف للمآخذ التي أخذها على المؤلف، حيث لم يشاطره الرأيَ حول تدهور الطريقة الشاذلية أو تراجعها، ملاحظا أن عقبات عدة تعترض هذا الحكم، منها أنه لم يستند إلى إحصائيات تعضده، وربما كان دافع الباحث إليه خلو هذه الطريقة من المظاهر والرسميات، والواقع أنها لا تقدم إلا من تبحر في العلم.

 

الأستاذ الجامعي الدكتور ددود ولد عبد الله رأى أنه يُحسب للباحث اعتمادُه على نصوص مخطوطة تكاد تكون مجهولة، وتحقيقُه لنص مهم في منظومة التصوف الشاذلي هو "خاتمة التصوف"، كما تحسب له محاولتُه تقديمَ تاريخٍ للتصوف ضمن السياق التاريخي العام للبلد.

 

ولاحظ الدكتور ددود أن المنحى الموسوعي الذي سلكه الباحث أدى إلى تفاوتٍ فيما كتبه، فهو يظهر بمظهر المتمكن في مواضع، ويقصر عن ذلك في مواضع أُخَرَ.

 

وأخذ الدكتور ددود على الباحث عدم تعمقه في دراسة العلاقة بين الشاذلية الزروقية والشاذلية الجزولية، وتأثير كلا الطريقتين على الواقع السياسي والاجتماعي والديني في موريتانيا، حيث من المرجّح أن تكون حركة ناصر الدين مثلا قد تأثرت ببعض تقاليد الطريقة الجزولية (التوبة، حلق الرأس...).

 

كما أخذ عليه تركيزَه على منطقة الجنوب الغربي من موريتانيا، بشكل أهمل معه باقي المناطق تقريبا، رغم أن ولاته وتيشيت كانتا من أقوى مراكز الشاذلية، يقول ددود.

 

الدكتور سيد أحمد ولد الأمير لاحظ أن الباحث لم يتعرض لانتشار الطريقة الشاذلية جنوب النهر، الذي كان لمرابط باب ولد محمذن ولد حمدي رائدَه، وتساءل إن كان قد وُجد من واصل ذلك الدورَ بعده، وأثار ولد الأمير أيضا التساؤل حول مصطلح "لمرابط" واختصاص الشاذلية به.

 

محمد عبد الله بليل شدّد على منحى إيثار ظاهر الشريعة على غيره عند الشاذلية، وعدم تميزهم عن الآخرين بشيء، ولاحظ بليل أن الطريقة استطاعت الانتشارَ في منطقة الجنوب الغربي الموريتاني، في وقت كانت مغلقة أمام التصوف الطرقي.

 

 

 

 

  

تصفح أيضا...