اليسار واليمين لفظتان لا وجود لهما اصلا في ثقافتنا الاصيله حيث ان التميز بينهما يعكس في الاصل التاريخي المعروف ضبطا تموقعا لفريقين مختلفين من نواب الجمعية الفرنسية كما يعكس اعتماده في السياق الموريتاني ازمة مفاهيم يتعين تجاوزها فكريا ،،،
و ما دمنا تحت وطأة الانزلاق المفاهيمي و ما يترتب عليه من قلة التفاهم ،، يمكن القول من باب كل يغني على ليللاه بانك تكون تقديما يساريا في مورتانيا حين ترفض .. مهما كان مشربك الفكري ان تلطخ نضالك باعتبارات بائدة ... من قبيل القبلية وأخواتها ... و هذه الميزة لا تكفي لنيل الصفة اليسارية .. التي انطبقت تاريخيا علي حركات تحررية عالمية و اخري قومية قبل ان يتم الحديث في عهد متأخر عن وجود يسار إسلامي .. فماذا بقي إذن من اليسار بعد انهيار الايدلوجيات ؟ لعلها تلك الأفكار النبيلة التي تجلت في انتفاضة صادقة ضد العقليات الإقطاعية وعلى رأسها الاسترقاق. و حرمان البنات من التعليم و الازدراء بالطبقات المسحوقة و توظيف الدين لاغراض ظلامية الي غير ذلك. من الممارسات المعيقة للانعتاق السياسي والاقتصادي قبل ان يقود اكل التراث اكلا لما و حب المال حبا جما،، مع انتشار ثقافة الرأسمالية الدولية. ،،التي كانت. متخالفة. مع الرجعية المحلية و اعوانها المتزمتين بغية اختزال اليسار في الالحاد لتشويه صورته لدى جمهور الشعب المسلم فطريا ،،،الى تجريد اليسار من طابعه " الصوفي "المتمثل في زهده في نصيبه من دنيا المنافع والامتيازات .. ،، و لم يبقي منه سوي النزعات اليسارية عند البعض ،،