نزول الجنود للشارع لتنظيف المدينة من أطنان الأوساخ و النفايات، عمل محمود و مشكور. هؤلاء هم من يستحقون، حقا، التقدير و الاحترام، يبذلون دماءهم لحمايتكم و يسهرون على الثغور في الفيافي و الصحاري و الجبال، لتنعموا بالأمن و الأمان. نزول الجيش لتنظيف المدينة، دليل على فشلكم أيها المنتخبون المحليون ( بلديات و جهات) و دليل على أن القرارات و السياسات غير المدروسة و الفساد في التسيير و العقود المشبوهة لن ينتج إلا قاذورات و نفايات. هذا النزول يجب أن يكون من باب الإسعاف و التدخل السريع، و يكون إيذانا بسياسة جديدة تتحمل الجهات المعنية كامل مسؤولياتها فيها و تحاسب على كل تقصير في ذلك، و تزامنا مع ذلك تترك لها الصلاحيات و تعطى لها الامكانيات للقيام بالمهمة. صحيح أن مسؤولية الفشل و التقصير يقع، بالأساس، على تلك الجهات المنتخبة المذكورة آنفا، و لكن هنالك مسؤولية لا تقل خطورة و هي عقلية البداوة و الاتكالية و التخلف لدى المواطنين و كذا تقصير وسائل الإعلام في التوعية و في تناول الملفات المتعلقة بذلك. فقط بعض المدونين و المدونات، هم من يشهد لهم هذا الفضاء بالإهتمام بالموضوع و كذا بعض المتطوعين من النساء و الشباب، الذين قاموا بنشاطات خصوصا تنظيف المقابر و بعض المقاطعات، في السنة الماضية، و كذا تنظيف ساحة الحرية في الأيام الماضية، لكن عملهم، للأسف، لم يلق الدعم المطلوب و لا التشجيع المستحق.
علينا أن نفهم أن مسؤولية النظافة تعنينا جميعا، و إن تفاوتت المسؤوليات، فلا عذر لصاحب سيارة يمر مسرعا فيرمي على الشارع علب اللبن التي كان يشرب و قشور الموز الذي يأكل، و لا لمن يخرج الأوساخ من داره ليرميها في الشارع، أما إخلال البلديات و الجهات بواجبها في ذلك فمن باب المبيقات التي تستوجب المساءلة و الجزاء و لا يمكن التساهل فيها......
يالناس الوقت اتخط لتعلموا أن الأوساخ و النفايات و القاذورات ليست قدركم، و أن النظافة وعي و عمل، و أن الله لن يغير ما بكم حتى تغيروا ما بأنفسكم، كما في محكم الكتاب. يا ناس ترك الأسباب سوء أدب مع الله، و الشعوب ال امغيرتكم بنظافتها و تنظيمها، لم تفعل سوى أنها خططت و عملت و صانت و تابعت. يالتكم تعرفو املي عن النظافة عمل يومي اولاهي كما في البادية لين يتوسخ لمراح ترحل مده اوتوف.