إيجاز صحفي
نظمت جماعة الصحبة الطيبة يوم أمس الجمعة في فضاء التنوع الثقافي –دادى كمرا بالعاصمة نواكشوط، تأبينا للأستاذ أحمد طالب ولد الطالب هامه، وتضم المجموعة عددا من تلاميذ المغفور له .
وقد تم افتتاح التأبين بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بكلمة باسم المجموعة ألقاها السيد عبد الله ممادو با، شكر فيها الحاضرون على مشاركتهم هذه اللحظة المهمة، وخاصة زملاء الراحل من الأساتذة الذين واكبوا معه تدريسهم وجعلهم ينهلون من المعارف، منوها بفقيدهم الراحل الاستاذ أحمد طالب، مبرزا جهود الرجل الجبارة في تدريسهم اللغة العربية، والتعلق بعيون الشعر العربي الذي لا شك أن حفظها ساهم بشكل كبير في تهذيب الذائقة الشعرية لديهم، داعيا الحضور إلى الترحم عليه متوسلا من المولي أن يثيبه على كل حرف علمه ويسكنه في فسيح جناته.
بعده تحدث محمد عالي ولد العبادى عن المسيرة المعرفية للمغفور له، حيث أوضح أنه ظل متفوقا في كل مرحلة من مراحله المعرفية، سواء كان ذلك في تعليمه حتي تخرج أستاذا للتاريخ والجغرافيا وعمل أستاذ للغة العربية والتربية الإسلامية، ومفتشا للتعليم الثانوي، هذا إضافة لإتقانه اللغات: العربية، الفرنسبة، الانكليزية.
مبرزا أن الراحل أحمد طالب ولد طالب هامه، كان مثالا للرجل القوي المؤمن الصبور، فرغم أنه عاني من المرض منذ طفولته وحتي ممارسته التدريس، إلا أن كل ذلك لم يمنعه من أداء رسالته التربوية بجد وإخلاص، فرغم أنه أجرى عملية جراحية في بداية التسعينات وأخبره الأطباء بأنه لن يتعدى خمس سنوات، غير أن إيمانه بأن الله وحده من يحدد آجال البشر، وهو وحده من يمنح الحياة والموت، جعله لا يلقى بالا لما قاله الاطباء، وظل يعمل بإخلاص وجد، إلي أن سلم الروح لباريها في الأسبوع الماضي.
داعيا الجميع إلى الترحم على روحه الطاهرة راجيا من الله أن يجعله مع النبيئين والصدقين والشهداء,
وتحدثت بعد ذلك تسلم بنت لكبيد، مبرزة أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له بالخير وصدقة جارية وعلم بثه في قلوب الرجال، وقد نشر المغفور له علوما كثيرة وتخرج على يديه العشرات,
وقدمت بنت لكبيد تعازيها الحارة لأسرته وتلاميذه وكل محبيه والشعب الموريتاني راجية له الرحمة والغفران، وإنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فيما أرسل المهندس عبد الله ولد سيد الشيخ كلمة تأبينية، تعبر بصدق عن مدى الفراغ الذي تركه الراحل في نفوس الكثيرين,
مبرزا أن السنة التي مر بهم فيها أحمد طالب كانت يقول "مضيئة مشرقة، ارتسمت فيها معالم شخصياتنا، وعرفنا الذوق والفن والأدب وجمال اللغة وروعة الخط، وسحر الابتسامة الحانية، القلب الكبير الذي يحترق ليضيئ للآخرين. رحمه الله رحمة واسعة.
لتتوالي بعد ذلك شهادات الأساتذة ومعارف المغفور له: الاستاذ محمدو ولد بلال والدكتور محمد المختار ولد سيدينا والاستاذ حبيبنا ولد حيبله والدكتور سيد المختار ولد الطالب هامه والدكتور ولد الجيد.
كما أشادت أسرة الفقيد على لسان ابن أخته أهلا بيها بهذه الخطوة الجبارة، والتي تعبر عن وفاء تلاميذ الرجل وتقديرهم للعلم والعلماء. ليفسح المجال لإلقاء قطع من الشعر تشيد بالمرحوم أحمد طالب.
ليتم في النهاية اختتام الحفل من طرف حواء بنت ميلود التي أشادت بالرجل الذي لم يكن أستاذا لها في مراحلها الاعدادية، بل ظل على اتصال بها، وقد أشرف على تنقيح إحدى مؤلفاتها.
رحم الله الاستاذ أحمد طالب، الذي لم يمنعه المرض من أداء رسالته، ولم تمنعه نصائح الاطباء، بل زادته تصميما على العمل والتعلق بالحياة ليس حبا لها، وإيمانا بالله، وبأن العمل هو مطية الآخرة.