يدخل البورتريه أو ما يصطلح عليه”الصورة القلمية”ضمن جنس القصة الخبرية.في جنس البورتريه يتحول الشخص الحدث إلى موضوع حيث يتم التعريف بشخصية الموضوع ووجهة نظره وإنتاجاته الفكرية والعلمية أو إسهاماته الأدبية والسياسية…إن كان يتوفر عليها, فنسرد كل ما يتعلق بالشخص كما لو كنا نتحدث عن حدث معين, عكس الحوار والاستجواب حيث نكتفي بما يقوله الشخص فقط.
في البورتريه نقوم بالتقديم للشخص في أدق تفاصيله,كما يعتمد أسلوب البورتريه على الوصف والسرد حيث تكون طريقة التناول وزاوية النظر اللتان يتم التعاطي من خلالها مع هذه الشخصية هي ما يعطي للبورتريه نكهته الخاصة.من الممكن أن نعتمد في البورتريه على تصريحات الشخص وأقواله وكذلك الشهادات التي تأتي من شخصيات أخرى حوله,كما بالامكان تقديم رؤى متباينة حول هذه الشخصية لإغناء البورتريه الذي نحاول أن نرسمه له.
هناك علاقة بين البورتريه والنقد لأن كاتب البورتريه يجب أن يكون عارفا بالشخص –الموضوع-حيث يجب أن يقدم الفكرة الأساسية حول هذه الشخصية طبقا لواقعها وأن يربطها كذلك بنوايا وأحكام كاتب البورتريه,لذلك يأتي البورتريه عكس النبذة الحياتية لأن كاتب هذه الأخيرة يبقى حبيس المعلومات والعناصر البيوغرافية للشخصية.ويمكن في البورتريه الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية,أو الصورة التي تؤسس فضاء من خلال ظرفية زمنية معينة أو مكانية لأنها تكون عنصرا مكملا للنص.
مكان البورتريه وتموضعه في الجريدة وحيزه يتحددان أساسا من خلال أهميته,إذ يمكن أن نجد له مكانا في الصفحة الأولى أو في صفحة داخلية حسب الصيغة المعتمدة من قبل الصحافي أو الصحيفة.البورتريه غالبا ما يعتمد من قلب الصحف والمجلات الأسبوعية,أما في الصحافة اليومية فكثيرا ما تعتمد البيوغرافيا(النبذة الحياتية).أما في مجال السمعي البصري فيمكن الاهتمام بالبورتريه من زاوية الحوار والبرامج الحوارية,أما الصحافة الفصلية(الدورية)فتعتمد تقنية الصورة-النص-أو الصورة-الحكاية-,وذلك بتصوير مختلف لحظات الشخصية-الموضوع-خلال يوم معين,وتكون هذه الصورة مصحوبة بتعريفات أو شهادات للشخص-الموضوع-.
نقلا عن أيام باريس