وترجمة عربية لمسرحيته القصيرة جدا : ” مدرسة الفكر “
أعد المقابلة والترجمة
الدكتور : محمد عبد الحليم غنيم
مارك هارفى ليفين كاتب مسرحى أمريكى و كاتب سيناريو و مخرج اشتهر بإخراج الفيلم الرومانسى منهاتن الصغيرة وقد تم تقديم مسرحياته فى معظم أنحاء العالم تقريباً حيث ترجمت أعماله إلى الفرنسية و العبرية و اليابانية و العربية و الرومانية . ولد مارك هارفى ليفين فى عام 1957 . و قد تخرج من مدرسة جامعة كارينجى ميلون للدراما . و يعيش حالياً فى باسادينا مع زوجته و ابنه . اشتهر مارك هارفى ليفين بكتابة المسرحية القصيرة والقصيرة جدا ، كما سيوضح الحوار التالى معه ، ولعله من المفيد أن نقدم أنموذجا لمسرحياته القصيرة جدا أو ما يسمى بمسرحية الدقيقة الواحدة وأحيانا الصفحة الواحدة ، وهو الأنموذج الذى طلب الكاتب نفسه أن ينقل الى العربية وهى مسرحية سياسية تحت عنوان ” مدرسة الفكر” و العنوان قائم على التورية فى اللغة الانجليزية ، على أية فلنذهب الى المقابلة والنص المترجم :
د/محمد عبد الحليم غنيم : فىى البداية حدثنا عن نفسك : من أنت ؟ وأين لدت و ما خلفيتك التعليمية والعلمية والأدبية ؟
مارك هارفى ليفين : ولدت فى بيتسبرج بولاية بنسلفانيا فى الجانب الشرقى من الولايات المتحدة الأمريكية ( كثير من البرد ، كثير من الثلج ) وأعيش حالياً فى لوس انجلوس ، فى الجانب الغربى من الولايات المتحدة. الأمريكية ( كثير من الدفء ، كثير من الشمس ) ويمكنك تخمن بنفسك سبب انتقالى .
درست الكتابة المسرحية فى جامعة كارينجى- ميلون فى بيستبرج . فى واحدة من أرقى عشر مدارس للدراما فى البلاد ، والتى بالصدفة موجودة فى المدينة التى نشأت بها – من ثم كان لابد أن أذهب إليها .
والمثير للاهتمام أن كارينجى– ميلون هى أيضاً المسئولة عن كل ما لدى من معرفة علمية ، فى أيضاً المدرسة الأرقى فى الهندسة والكمبيوتر وقد التقطت بعض الأشياء بالتناضج .
فوجدت نفسى أمتطى كلا العالمين أو الجانبين . فالجانب العلمىى البحت يتناسب وطلاب الدراما و الجانب المسرحى البحث يتناسب والمهندسين .
م.ع.غ : متى بدأت الكتابة للمسرج ؟ ولماذا اتجهت مباشرة إلى فن المسرح وليس إلى جنس أدبى آحر كالقصة القصيرة أو الرواية أو الشعر ؟
مارك هارقى ليفين : بدأت ممثلاً فى الواقع . وأنا فخور جداً بأن أقول أننى أجريت اختبارا فى التمثيل ووصلت إلى جامعة كارنجى– ميلون مرتين – المرة الأولى بوصفى ممثلاً ، وفى المرة الثانية انتقلت إلى الكتابة المسرحية . وفى المدرسة أحببت الكتابة للمسرح لأننى استطعت أرى ذلك فى حضرة أستاذى . كان درس التمثيل مباشراً جداً – حيث يتم الحكم عليك وأنت تقوم بعمل شئ ما . مع الكتابة تقوم بالعمل وتنتهى منه قبل أن تعرضه على أى شخص .
م.ع.غ : مارك ، أنت من وجهة نظرى ، تكتب المسرحية القصيرة بروح الشاعر، أقول ذلك بعد أن قرأت لك مسرحيتى : القبلة وإيجار وبعض المسرحيات ذات الصفحة الواحدة أو الدقيقة الواحدة. لماذا هذا الاهتمام الشديد بالمسرحيات القصيرة ؟
مارك هارفى ليفين : أحبها لانها مثل القصة القصيرة ، أو الأغنية الواحدة . يمكنك أن تركز على شئ واحد ، فكرة واحدة ، مشهد واحد ، فى ذات الوقت . كما أنها تجبرنى على الإيجاز .وقد لاحظت أننى أقيد نفسى بعشر صفحات ( أو صفحة واحدة ) وهذا ما يجلعنى أفكر فيما هو أكثر أهمية حقاً . كما أن ذلك يجعلنى ملتزم بأن أكتب ب’’ إحكام ‘‘ إذا عرفت ما أعنيه .
إنه ليشرفنى أن تعتقد أننى أكتب بروح الشاعر !
لم أفكر أبداً فى كتابتى بوصفها شاعرية ، فأنا أحاول أن أكتب بشكل واقعى جداً ، هناك أشياء غير واقعية تماما ً تحدث ، ففى مسرحياتى، ثمة أشياء خارقة للطبيعة ، لذلك أحاول أن أحقق التوازن ، وذلك عن طريق خلق شخصيات تتصرف على طريقة الواقعيين من الناس . لكن ثمة شعر فى ذلك على ما أظن .
م.ع.غ : تكتبون أيضاً المسرحية ذات الصفحة الواحدة ، أو ما يسمى بالمسرحية فى دقيقة أحياناً ، كما أشرنا فى السؤال السابق . هل يمكن أن تحدثنا عن هذا النوع من الكتابة المسرحية ، وما الفرق بينه وبين المسرحيات القصيرة ، ذات الفصل الواحد أو ذات العشر دقائق ؟
مارك هارفى ليفين : حسناً ، لعل أول شئ فى ذلك هو التحدى فحسب . أردت أن أرى إذا ما كنت قادراً على عمل ذلك . المسرحية فى دقيقة هى لحظة واحدة ، صاعقة . فإذا كانت المسرحية ذات العشر دقائق بمثابة قصة قصيرة ، فإن المسرحية ذات الدقيقة الواحدة بمثابة قصيدة .
م.ع.غ : لأول مرة فى العربية سيتم ترجمة بعض مسرحياتك ، من فضلك تخير نصين من المسرحيات ذات العشر دقائق و خمسا من المسرحيات ذات الدقيقة الواحدة لنشرها فى جريدة مسرحنا ، مع هذه المقابلة .
مارك هارفى ليفين : حسناً ، أحب أن أختار من المسرحيات ذات العشرة دقائق’’ مفاجأة ‘‘ و ’’ سيناريو ‘‘ وهاتان المسرحتيان قد تم إنتاجهما مرات كثيرة ، أما بالنسبة للمسرحيات ذات الدقيقة الواحدة ، فمن الصعب الاختيار لأن الكثير منها يستخدم التورية فى الأنجليزية ، والتى ربما لا تكون ذات معنى فى اللغة العربية ( أنا لا أستطيع مقاومة التورية اللطيفة ) لكن لعل مسرحية ’’ مدرسة الفكر ‘‘ تبدو مناسبة (1).
م.ع.غ : من من كتاب االمسرح فى العالم قد تأثرت بهم فى كتابتك المسرحية ؟ وهل قرأت شيئاً لأحد من كتاب المسرح العرب ؟
مارك هارفى ليفين : لا أعرف أى كتاب عرب ّ، ولكم كنت أحب أن أعرف الكثير وأحب أن ألتقى بهم . أنا أعرف بالفعل كاتباً أمريكياً من أصل عربى وهو الكاتب يوسف الجندى ، فقد ذهبت معه إلى الكلية . وهو كاتب لا يصدق . تأثرت فى الغالب بكتاب المسرح البريطانى مثل توم ستوبارد وآلان أيكبرون (2) و من الكتاب الأمريكان ديفيد إيفيس (3)
م . ع .غ : هل يمكن أن تحدد لنا أهم الموضوعات أو التيمات التى تتناولها فى مسرحياتك ؟
مارك هارفى ليفين : بقطع النظر عن مسرحية ’ مدرسة الفكر ‘‘ لا أكتب عادة مسرحيات سياسية . أشعر أنه لا معنى لها عند الجمهور فى البلدان الأخرى . ومن المؤكد لن تكون ذات معنى بعد مائة عام من الآن . أريد أن أكون قادراً على الكتتابة لكل البلدان وفى كل الأزمان لذلك أتمسك بالكتابة عن العلاقات الإنسانية ، التى لا تخرج أبداً عن النمط . أنا أيضاً أكتب مسرحيات عن الغقيدة والإيمان لكن دائماً مع جرعة كبيرة من الكوميديا . بالنسبة لى الكتابة عن كيف أننا سواء فى مخاوفنا وأمالنا ، وأن الحب هو الموضوع المفضل . لقد تم إنتاج القليل من مسرحياتى فى بلدان أخرى ، ودائماً ما كنت أتوصل إلى أننا نضحك جميعاً من نفس الأشياء .
م.ع.غ : ما السؤال الذى كنت تود أنا يوجه إليك من قبل كاتب مسرحى عربى ؟
مارك هارفى ليفين : كنت أحب أن أعرف ما الأسلوب الرائج عادة فى مسرحياتك الحالية . هل هو الأسلوب الواقعى ؟ أم أن مسرحياتك أكثر مجازية ؟ فى كلمات أخرى هلى تحاول أن تكتب المسرحيات التى تبدو كما لو كنا نتجسس على الناس ، أم تستخدم العناصر المسرحية لكى تحكى القصة بطريقة أخرى !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) بناء على رغبة مارك هارفى ليفين ، ترك لى حرية اختيار المسرحيات ذات الدقيقة الواحدة ، بالإضافة إلى اختياره ل’’ مدرسة الفكر ‘‘
(2 ) آلان أيكبرون ، كاتب مسرح ومخرج بريطانى مشهور ولد عام 1939 ، له أأكثر من سبعين مسرحية أنتجت فى انجلترا وفى كثير من يلدان العالم ، من اشهر اعماله : المرأة في العقل (1985) و رجل المرحلة (1988) و البيت و الحديقة (1999)
(3) ديفيد أيفيس كاتب أمريكى مشهور بكتابة المسرحية ذات الفصل وقد سبق أن نشرت أعماله فى
مسرحنا : فينوس فى الفراء و بوليرو .
مدرسة الفكر
SCHOOL OF THOUGHT
By: Mark Harvey Levine
سرب من الأسماء يسبح فى انسجام تام . السمكة التى فى المقدمة هى القائد ، تتكلم :
السمكة الأولى : أنا قائد هذا السرب من الأسماك ، والمسؤلية الثقيلة ملقاه على عاننقى ، لكنن احمل ذلك ، لأن واجبى مثل …
( يغير سرب الأسماك اتجاهه بشكل جماعى ، كما يفعل السمك ، والآن هناك سمكة جديدة فى المقدمة وهى التى تتكلم :
السمكة الثانية : كان تغير القيادة مطلوباً . لقد بزغ فجر عصر جديد . يمكن لنا أن نمضى إلى الأمام فى ثقة ، ذلك …
( يغير سرب الأسماك اتجاهه من جديد ، يخلق زعيماً جديدً)
السمكة الحمراء : أنا أقوم بتصحيح أخطاء الإدارة السابقة. أمامنا طريق صعب ، لكن سربنا سوف …
(يغير سرب الأسماك اتجاهه من جديد )
السكة الزرقاء : حان وقت العودة إلى القيم التقليدية الأصلية ، نحن نتحرك فى الاتجاه الصحيح …
( يغير سرب الأسماك اتجاهه من جديد . يحب أن يكون واضحاً أنهم لا يتوجهون إلى اتجاه محدد )
سمكة سوداء : لقد صححت مسارنا ! قادتنا المضللون للغاية . يجب أن …
( يغير السرب الاتجاه . السمكة الزرقاء فى المقدمة مرة أخرى )
السمكة الزرقاء : أحب أن أشكر الشعب على تجديد ثقته بى ، وأعدكم بأن ….
( يتغير الاتجاه )
سمكة عجوز : التغيير هو المطلوب . التغيير هو …
( يتغير الاتجاه )
سمكة جديدة : الآن وصلنا أخيراً إلى الاتجاه الصحيح ، والآن نحن على الطريق الصحيح .
( يتغير الاتجاه ، يبدأ السرب فى السباحة فى نفس الاتجاه الذى دخل منه فى البداية ، وبينما هم فى طريقهم للخروج ، يتكلم القائد الجديد
سمكة حزينة : ليس عندى فكرة إلى أين نسير …
المصدر http://elsada.net/15734/