جولة مع النقد الحديث { تطبيقه }...
نقلا الشروق أون لين.
هذا مقتطف من بحث تحت عنوان : النقد الحديث بين النظري و التطبيق
تحت اشراف الأستاذة المحترمة * حمداوي * أستاذة متخصصة في النقد جزاه الله عنّا كل خير...
و لقد بدأت البحث : بتعريف مبسط للنقد الأدبي ، ثمّ ذكرت أهم أنواعه ، ثم أخذت بسرد أهم المناهج النقدية الغربية ..... و من يحتاج إضافةأو عند أي سؤال فأنا جاهز للمساعدة
تطبيق النقد الأدبي الحديث :
لا يوجد أدنى شك بأنّ النقد الحديث و بمساعدة المناهج الكثيرة التي خرجت متتابعة كتتابع قطرات الندى قد أثّرت تأثيرا بالغ الأهمية في الأدب في حدّ ذاته و لا ينكر هذا إلّا حاقد أو جاهل ، و لعلّ الفضل كلّ الفضل لبلوغ الأدب المكانة التي يحتلها اليوم يعود بلا ريب لهذه القفزة العملاقة التي حققها النقد مع بدايات القرن الماضي ، و لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو : هل فعلا استطاعت المناهج الجديدة أن تثبت نفسها في ضوء تزاحم كل هذه النظريات النقدية ..؟
إنّ الحكم عن صحة هذا أو تفنيده لا يمكن أن يكون بهذه السهولة ، فالنقد الحديث لازال يطور نفسه بتطور الأدب و لازالت المناهج تستفيد من الأخطاء المرتكبة مع محاولة تفاديها في المستقبل .
من حيث التطبيق واجهت المناهج الجديدة كثيرا من الصعوبات حتى تتكيّف مع ما هو موجد من النصوص أو الأثر الأدبي ، فراح كل منهج يحاول أن يفسّر و يعلل على حسب ما يراه صحيحا في منهجه حتى أعيب على الكثير من هذه المناهج التكلف الواضح و التعصب الزائد لمنهج دون آخر ، و مرض التكلف لم يكن بعيدا عن المؤلفين فبتنا نرى أنّ كل مؤلف أصبح يحاول أن يصبغ كتاباته بصبغة الحداثة حتى لا يعاني من التهميش و الإقصاء و و كثير منهم بل الكثير الكثير لازالت رائحة الأدب العريق بأصالته تفوح من ثنايا بدلته المعصرنة .
و لقد أخذت بعض المناهج منحا خطير ، حين غيّبت الكاتب تماما فظهر مصطلح أسال كثير من الحبر و هو " موت الكاتب " ، كأنّ هذه المناهج على غرار البنيوية لم تعد بإمكانها استعاب هذا الكم الهائل الموسوم بالأدب ، فأخذ البعض يدرس الجانب النفسي " فرويد و جماعته " فقط و الآخر الجانب الاجتماعي " المنهج الإجتماعي و الفلسفة الإشتراكية " فقط و آخر الجانب التاريخي فقط ، ممّا جعل الأثر الأدبي يعاني من التشريح و التشرذم ، حتى باتت للفقرة الواحدة بل للجملة الواحدة و حتى للكلمة الواحدة عدّة قراءات و احتمالات .
هنا بدأ الضجر و القلق من مصير الأدب و بالتالي النقد الأدبي ، و أخذ الخوف من تطبيق هذه المناهج على الأعمال الأدبية و الدّليل أنّ كثيرا من دول العالم لم تستوعب بعد ماهية النقد الحديث على غرار العرب ، إذ أنّك تجد كلّ دولة تتبنى منهج دون الآخر بينما تحاول تلك التوفيق بينهم بنوع من الارتباك .
و هذا ما جعلنا نقول في البداية أنّ تقييم النقد الحديث من ناحية التطبيق صعب ، خاصّة بعدما تعالت صرخات تحسب على الإسلام تندد بالمناهج الجديدة و تبيّن خطرها و أنّها امتداد للحروب الصليبية و أنّه يهدف إلى زعزعة أساس الدولة الإسلامية القرآن الكريم " المنهج التفكيكي" و كلام كثير من هذا ، بينما ترى عيون أخرى بأنّه يجب على العرب تتبنى النقد الحديث كما هو و تطبقه بحذافيره و الحكم على الإبداعات العربية حديثا و قديما بالسلب و الإيجاب فقط من خلال هذه المناهج الغربية ، بينما برز تيار آخر محافظ ينظر بعين عاقلة داعيا إلى أخذ الجميل و ترك القبيح ، غير أنّ هذا التيار أيضا يقع في مشكلة صعبه و هي عدم تمييز الكثير بين الصالح و الطالح من خلال ما يأتينا .
خاتمة :
و يظهر من خلال ما قدمنا من مدّ وجزر بين القديم و الحديث و بين التطبيقي و النظري أنّ النقد الحديث و رغم قفزاته الكثيرة و خرجاته المتكررة إلّا أنّه لم يبلغ المرام بعد ، خاصّة و أنّ بعض المناهج أثبتت عقمها فأخذت تتكئ على بعضها البعض ليبرز لنا ما يسمى بالمنهج التكاملي و لعلّه أفضل ما يمكن تطبيقه ذا ما أردنا أن نلم بكل ساقطة و لاقطة خاصة بالأثر الأدبي ، مع العلم أنّه و لتطبيق هذا المنهج لابد من الإطلاع على باقي المناهج الأخرى و الإلمام بتفاصيلها ، و هذا ما يؤكد بالفعل بأنّ النقد الحديث لم يقع في مشكلة المصطلح ككثير من الأنواع الأدبية الأخرى على غرار الأدب المقارن بل و قع في مشكلة التطبيق التي لابد أن يجد لها حلا و في القريب العاجل ، خاصّة أنّ المدرسة الغربية وجدت منافسا شريا بدأ يشق طريقه نحو العالمية ، و هو المدرسة الشرقية مع مفهوم النقد الثقافي .