احدثت مهرجانات المعارضة الاخيرة في الحوضين وازويرات واطار واكجوجت وسيلبابي و يوم أمس في روصو رجات سياسية وتعبوية هائلة تجاوزت اثارها النفسية كل الحدود التقليدية التي كانت تراوح فيها خطط المعارضة التقليدية، وتلك التي تجمدت على إيقاعها اذهان الدائرين الابديين في أفلاك الأنظمة المتعاقبة. فهل سيتمكن قادة المعارضة الديمقراطية ومرشحوها من مسك خيوط حمم هذا البركان الشعبي النشط الجامح بالوانه الزاهية والمضي نحو التغيير الديمقراطي في وثبة استحقاق 22 يونيو / حزيران؟ ام ستتحول خيوط صباح التحول وبشايره الى مجرد تدوينات إعجاب وصور يوهن تداولها ويفك درجات الحزم اتجاه ما يعده النظام واجهزته الإدارية والأمنية وواجهاته التقليدية ورغبته في الاكتفاء باستمرار التحديق في وهم بياض واجهة ديمقراطية يجري الإعداد لأقصى درجات تعفنها الداخلي .
ماذا أعدت المعارضة لمواجهة لجنة إشراف أصبحت جزءا من أذرع بطش خصم رفض المشاركة الرمزية في تشكلتها لغير المواليين له ؟ اي اجراء اعدته المعارضة لمواجهة التلاعب بالبطاقة الانتخابية التي ااتمنت عليها لجنة النطام اشهر داعميه؟ في اغرب صفقة حياد وشفافية في هذا العصر! كيف خططت المعارضة الديمقراطية ان تواجه مكاتب ( الاشباح) التي سجل الإحصاء الانتخابي فيها الالاف ويراد ان يصوت نيابة عنهم عشرات وأحيانا الآحاد؟ كيف ستواجه مكاتب رؤساؤها اغلبهم مع مساعديهم اكتتبوا بدون صفة ولا خبرة ولا عنوان، استجابة لضغوط وجهاء محليين اشتهروا بالتسابق في الغش والتزوير لارضاء الحاكم والوالي؟
ماذا أعدت قوى المعارضة لمواجهة التلاعب باصوات ناخبيها في المكاتب النائية للجيش وفي الصحراء والريف ومناطق التنقيب؟ ماذا أعدت المعارضة في القرى والريف البعيد لمواجهة تغول اجهزة التزوير المسندة بتوحش قوى أمنية سمتها التقليدية إعمال القوة في مواجهة رفض التزوير والتلاعب بارادة الناخبين؟
ماذا أعدت في ظل رفض النظام لأي تدقيق محايد في كل من السجل الانتخابي، واللائحة الانتخابية؟ وبرامج الحاسوب الخاص بهما وما قد يترتب عن ذلك من تلاعب بالفرز وتغيير الحقيقة بقصد الغش في نقل المحاضر؟ صحيح ان كل هذا تمكن مواجهته بسهولة متى توفرت إرادة فعلية لدى قادة المعارضة للدفاع والتضحية من اجل احترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في صناديق الاقتراع، ومتى توفرت إرادة تفكيك بنية التزوير بحزام شعبي ديمقراطي يقظ امام المكاتب وداخلها، قادر على التصدي لكل مبتكرات التزوير ومواجهة مقولات الاحباط التي يشحن بها الناخبون، ويتولى المستفيدون من التزوير غرسها عميقا في نفوس العامة خدمة للسلط القمعية التي تحمي العقل الاستعبادي المجرم وتكرس عدم المساواة في الحقوق وتزرع الغبن والخوف والاهانة والتسلط، وتربي المواطنين على الحقد على دولتهم ومجتمعهم وتبني ديمقراطية الواجهة والتحكم في الأحزاب والنخب، وشراء الذمم.. ولا يمكن التصدي لها الا بحزم و بانتخابات نزيهة تجتث نبتتها التي سقيت بتخويف الناس والقادة من الوقوف بقامات منتصبة لحماية إرادة الناخب الحرة والتمرد على الاستكانة والهوان.