"إتضح كل شيء عندما تقدم المستقلان: المترشح محمد محمد أحمد الشيخ الغزواني والمترشح سيد محمد ولد بوبكر، لخوض الإنتخابات الرئاسية المرتقبة.
فالأول جنرال متقاعد قائد سابق للجيوش لفترتين:
الأولى في ظل حكم الرئيس السابق سيد محمد ولد الشيخ عبد الله والتي لم تعمر طويلا. والثانية طيلة عشرية صديقه ورفيق دربه الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز، وآخر منصب له وزيرا للدفاع، منه خاطب الشعب الموريتاني مباشرة وفيه تقاعد وهو هادئ وذو خلفية صوفية.
أما الثاني فهو إطار مدني إداري إقتصادي، وأخيرا سياسي هادئ، خدم في ظل أحكام الرؤساء السابقين: محمد خونه ولد هيداله، معاوية ولد سيد أحمد الطايع، المرحوم أعل ولد محمد فال وسيد محمد ولد الشيخ عبد الله، كما خدم فترة من العشرية الأخيرة وكان وزيرا أول لفترتين، وهو ذو خلفية قومية عربية إسلامية، ويتمتع بثقة بعض أبناء الزنوج الموريتانيين وبعض أبناء شريحة لحراطين، نتيجة موقع ولاية لبراكنه الجغرافي، وهو من وسط متواضع.
بعد إعلانهما خوض تنافس محموم على رأس أعلى سلطة في البلد لوحظ انهيار تام للأحزاب التقليدية وقادتها الذين إذا لم تتغنى وتنتمي لأحزابهم وتبارك سياساتهم يرفضونك، وآخر هذه الأحزاب حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الذي شهد انسحابات في الآونة الأخيرة.
فالسباق نحو القصر الرمادي تقدم له أيضا كل من بيرام ولد الداه ولد أعبيد ومحمد ولد مولود وكان حاميدو بابا ومحمد الأمين الوافي المرتجي، وهم يرمزون لمواصلة النضال المستمر والتعايش والسلمية والطموح، الأمر الذي يؤشر إلى خريطة سياسية جديدة بعد استحقاقات 22 يونيو 2019.
في الوقت الذي ضاعت للأسف فرصة إجراء انتخابات توافقية، نتيجة تعنت وعناد، الأمر الذي يجعل العملية الانتخابية المرتقبة في ورطة حقيقية.
إن مسارا أحاديا تصاحبه التحديات الأمنية الخطيرة المحدقة بالبلاد داخليا وخارجيا، تفرض قدرا كبيرا من المرونة و التأمل في مآلات الأمور.
إن الواجب الوطني والديني يفرضان على المترشحين موقفا يخدم البلد، ويعزز إمكانية التغيير السلس الهادئ والايجابي، يمهد لمرحلة جديدة يكون الجميع جزءا منها، عنوانها دولة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات دون إقصاء ولا تهميش، ولا غبن لضمان أمن البلد واستقراره واستقلاله.
حفظ الله موريتانيا وجعل قيادتها والمترشحين لقيادتها وشعبها من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. والله ولي التوفيق.
بتاريخ: 2019/6/03