لم يوفق الإمام الشيخ أحمدو ولد لمرابط حين أدرج في خطبته اليوم في صلاة عيد الفطر فقرة دعائية صريحة ، كان يكفيه الدعوة العامة للآداب المناسبة في الحملة الانتخابية ، وكان يكفيه التفصيل في أنواع الاختلاف ( الواجب والمحرم والجائز ) ، أما أن يعمد إلى الحكم على من يعتبر إنجازات النظام الحالي فسادا بأنه مخالف للشريعة الإسلامية فلا يناسب ووضع لأمور تنتمي إلى دائرة التباين السياسي والاختلاف التقديري في دائرة الحلال والحرام ، والحق والباطل، ومخالفة الشريعة وموافقتها.
أيها القوم إن المنبر الجامع يؤمه كل الناس ويأتيه المسلمون على اختلاف اجتهاداتهم ومواقفهم والمناسب والأولى تركه لهم جميعا وتجنيبه الدعايات السياسية الانتخابية والحزبية ، وهذا بالمناسبة رأيي في كل المنابر والعناوين التي لا يناسب تجييرها في الحملات ولذلك لم يكن مريحا أن تسمع عن روابط للائمة والعلماء أيدت هذا المرشح أو مبادرات للدعاة والائمة ذهبت لذلك المرشح.
للائمة والعلماء حقهم في اتخاذ الموقف الذي يرون ولا يستطيع أحد منعهم من حق هم أولى الناس بتقديره وتحديده ولكن هذا أمر فردي لا يناسب توظيف العنوان العام المشترك له، وهذا أمر يتساوى فيه التوجه الموالي والتوجه المعارض.
أخاف أن يستعجل بعضهم فيقول فلان ينظر للعلمانية ولا يريد للدين ( الائمة والعلماء رموزه) حضورا في الشأن العام ، الأمر ليس كذلك فالدين يخاطب الإنسان في كل مناحي حياته ويدعو لاعتماد موجهاته ومرجعيته في الشأن السياسي ولكن هذا شيء واعتماد التنظيم المناسب شيء آخر ، للمنبر أن يهتم بأمور الناس وله أن يوجه الناس في الشأن العام ويربطهم بالخير والهدى والاستقامة والعدل وقضايا الأمة، أما أن يكون فرصة للدعاية الحزبية أو الدعاية الانتخابية الطرفية فذلك امتهان له وتحويله من عنوان يجمع إلى سبب يفرق ، والله من وراء القصد.