و حتى لا ننسى، من حسنات موسم رمضان، هذه السنة، على مستوى البرامج التلفزيونية "بداع الجيل"، الذي تبثه قناة الوطنية، فقد كان بحق غاية في الإمتاع و المؤانسة. كان برنامجا متكاملا بمقدمه الصحفي و الأديب المهذب، لحسن محمد الأمين، و بمجموعة شباب و شابات لمغنيين، التي كانت في أغلبها مجموعة من المردة و شياطين لغن الحساني المصكول، الذي يشدك لهذه الثقافة و ينفض عن روح المتابع غبار العفن و "الكدر" الذي كاد يخنق أنفاسه. و عالم مولانا أللا من حسناته اكتشاف جوانب من المقدرة إبداعا و نقدا و جدية و طول باع في الأدب الحساني للأديب و الناقد محمد الأمين ولد احمد ديه. لقد كان ولد احمد ديه مدرسة استثنائية في النقد، تحليلا و عمقا و مقارنة. ولد احمد ديه حقيقة أسس لمدرسة جديدة في النقد الأدبي الحساني، علينا أن نفيها حقها من الاهتمام و التقدير. و من حسنات "بداع الجيل" مجموعة ضيوف الشرف و كانوا على العموم متميزين، و كانت الشابه الأديب عزيرة البرناوي، حقيقة إضافة نوعية، حضورا و معرفة بالتراث الحساني و توفيقا في الاختيارات الأدبية، و لن ننسى كذلك مجموعة المداحين و كذا العازف، فقد أمتعونا أيما إمتاع.
شكرا قناة الوطنية، شكرًا الصحفي لحسن محمد لمين، شكرًا الأديب و الناقد المتميز محمد الأمين ولد احمد ديه و الله أللا شكر و تقدير لمجموعة شياطين لغن التي أمتعتنا و صقلت آذاننا بإبداعها. و لن أنسى، و لا ينبغي لي ذلك، إحدى ميزات هذا البرنامج، بل لعله ملحه حضور الإبداع النسوي و اقتحامه لمجال السباق، وقد كانت الشابة ، ربيعة بنت الصبار، بسمة السباق، و كانت منافسة من طراز رفيع. و لعل تلك العباءة الغريبة على الموروث الثقافي الحساني شدتها و حدت من حركيتها، فَلَو كانت أخذت بودي لكان ذلك أكثر أناقة و خفة للسباق و تصالحا مع التراث الموريتاني. على كل كانت الشابة ربيعة مبدعة و ذات حضور لا تخطئه العين، كنت أتمنى أن أراها "بداعة الجيل"، و لكن و الحق يقال المردة الثلاثة، محمد محمود و لد سيدي أعمر، سيدي محمد ولد محفوظ و الخليل ولد الدرويش جديرون حقا بالصدارة فقد أبانوا من خلال مراحل السباق المختلفة عن قدرتهم و تميزهم رغم حداثة السن و خوض تجربة السباق في الإبداع أول مرة. حفظ الله تلك الكوكبة من المبدعين و المبدعات و نعول عليهم في قابل الأيام لانتشال الأدب الحساني من التقهقر و الضياع.
عيد مبارك سعيد، و كل سنة و الإبداع يزدان و يتلألأ في هذه الربوع.